قرر أصدقائي السماح لفتاة بالعيش معنا، فما تعليقكم؟

2024-09-24 02:21:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا طالب جامعي، أعيش مع ثلاثة أصدقاء في شقة مشتركة، منذ حوالي شهر جاءت فتاة صديقي يعرفها دخلت الإسلام مؤخراً، ولم تخبر أهلها بهذا الموضوع؛ حيث إنهم عنصريون وسيجبرونها بفعل الحرام إن علموا بذلك.

كنا نساعدها في بعض الأمور مثل البحث معها عن شقة مناسبة لها في بيئة مناسبة للفتيات المسلمات، والحمد لله وجدنا لها غرفة مناسبة، وكنا ننقل أغراضاً لها في منتصف الليل.

المشكلة أننا ونحن ننقل أغراض الفتاة واجهت مشاكل مع حارس العمارة في شقتها الأصلية، وهو يتعرض لها بسبب رؤيته لنا نأتي ونغادر من عندها في وقتٍ متأخرٍ من الليل، نتيجة لذلك قرر أصدقائي السماح لها بالإقامة معنا مؤقتًا حتى تجد مكانًا آخر، لكنني غير موافق على هذا الوضع، وأشعر أنه مخالف للأخلاق والدين، بالرغم أنها تجلس في غرفة منفصلة، لكن في نفس الشقة.

أصبح الموقف أكثر خطورة الآن؛ حيث يمكن لأي اتصال من والدتها أو زيارة مفاجئة أن يكشف عن وجودها في شقتنا؛ مما قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة. حاولت الحديث كثيرًا، ووصل الموضوع إلى شبه مشاجرة مع أصدقائي، ولكنهم يطلبون مني الصبر ليوم، ويبررون الموقف بأن النية صالحة لوجه الله، وسنؤجر عليها، لكني لا أشعر بالراحة نهائيًا وأنا أجلس مع بنت في نفس الشقة.

مرّ الآن شهر كامل، أنا أفكر جديًا في ترك الشقة، لكنني في حيرة من أمري، فأرجو منكم توجيه نصيحة شرعية في هذا الموقف، وهل يجوز لي البقاء في هذا السكن مع هذه الظروف؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات "إسلام ويب".

نسأل الله تعالى أن يجري الخير على أيديكم، وأن يزيدكم حرصًا وصلاحًا.

لقد أحسنتم في إعانة هذه الفتاة على الثبات على دينها، ولكن ينبغي أن تضبط التصرفات بالضوابط الشرعية؛ حتى لا يجركم الشيطان للوقوع فيما نهى الله تعالى عنه؛ فحسن النية وحده لا يكفي للحكم على العمل بأنه صحيح، بل لا بد من موافقة الشرع، والوقوف عند حدوده، والحذر من استدراج الشيطان.

فإن الشيطان يجر فريسته خطوة خطوة، وقد حذرنا الله تعالى من اتباع خطوات الشيطان حين قال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).

وقد حذرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- من فتنة النساء، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). وقال: (إياكم والدخول على النساء)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

فتخوفك الشديد من بقاء هذه الفتاة بينكم تخوف في موضعه، وهو تخوف صحيح؛ ولا نستبعد أبدًا وجود حلول أخرى غير هذا الحل الذي لجأتم إليه، فحرصكم على إعانتها أمر جميل وفعل حسن، ويجزيكم الله تعالى به خيرًا، ويفرج عنكم كربكم كما تفرجون عنها كربها وضيقها.

ولكن ينبغي أن تبحثوا عن الحلول الصحيحة والسليمة، ومن ذلك الاستعانة بالمراكز والجهات الخيرية التي تعين المسلم وتذلل له الصعاب، وأنتم في بلد مسلم، ولا شك أن هناك جهات كثيرة يمكن أن تعين هذه الفتاة وتدبر لها أمرها.

وينبغي الاستغناء عن هذا الأثاث الذي تنقلونه ما دمتم قد وجدتم لها مسكنًا آمنًا، وسيعوضها الله تعالى عما تركته خيرًا؛ ولو استطعتم أن تعينوها على شراء ما تحتاجه من أثاث في مسكنها الجديد فهذا خير، وإلا فحاولوا الاستعانة بمن يقدر على إعانتها على ذلك.

لكن ما دام الأمر ممكنًا، ويمكن أن تعيش في شقتها الجديدة، فلا ينبغي أبدًا أن تبقى بينكم في هذه الشقة؛ وإن كان الحكم الشرعي يجري مع الظاهر، وهو أنها إذا كانت تسكن في غرفة منفصلة ولا تختلي بأحد منكم، ولها مدخلها الخاص ومكان قضاء حاجتها الخاص، بحيث لا تشترك معكم، فإنها في هذه الحالة، من حيث الحكم الشرعي، في أمان ولم ترتكب حرامًا، ولكن يُخشى أن يستدرجكم الشيطان لما وراء ذلك، فالحذر الحذر من هذا الباب.

وهذه الخطوات التي قدمناها كفيلة -إن شاء الله تعالى- بأن تؤدي إلى معالجة الموضوع وحله بشكل سليم وصحيح، وإذا وجدت أن الأمر لم يتقدم بهذا الاتجاه وتركت هذه الشقة، فإن هذا خير لك بإذن الله تعالى، فإنك تنأى بنفسك وتبعدها عن الفتن.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير، وأن يجري الخير على أيديكم جميعًا.

www.islamweb.net