طالب وأريد خطبة فتاة أصغر مني، فما رأيكم؟
2024-09-19 01:03:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في السنة الأولى في الكلية، وقد أحببت فتاةً أصغر مني بأربع سنوات، وهي تعلم ذلك، وقد أخطأت حينما كلمتها، وقد علمت أمها بذلك، وكلمتني، وقررت أن أتقرب من الله كي يسامحني، وأن ييسر لي الزواج منها، فهل يمكنني خطبتها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب.
بدايةً: نسأل الله أن يبارك فيك على هذا الحرص الشديد على طاعة الله، وتجنب معصيته، فهذا يدل على خيرٍ كبيرٍ في نفسك.
لم توضح طبيعة الحديث الذي دار بينك وبين هذه الفتاة، ولكن إذا كنت قد أخبرتها بحبك، فمن المهم أن ننبهك إلى أن اللقاءات والتعارف العاطفي قبل الزواج من الأمور التي نهى عنها الشرع؛ حفاظاً على النفوس والأعراض من أي انحرافٍ أو فساد؛ لذا يجب عليك التوبة النصوح من هذا الفعل أولاً، والإكثار من الأعمال الصالحة، والتقرب إلى الله، وثانيًا: حتى يبارك الله تعالى في سعيك لهذا الزواج.
أما بخصوص الارتباط بهذه الفتاة:
فعليك أن تحرص على اختيار الزوجة الصالحة، وفق المعايير التي حثنا عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي: الدين، والأخلاق، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- (تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فالدين والأخلاق هما أهم ما يحقق الاستقرار الأسري -بإذن الله-.
وقبل أن تفكر في خطبة هذه الفتاة، ينبغي أن تراعي عدة أمور تضمن نجاح هذا الزواج واستقرار حياتك المستقبلية:
أولاً: الحياة الزوجية تتطلب فهماً ووعياً عميقاً بالمسؤوليات التي تترتب عليها بعد الزواج، وليس من الحكمة أن تكتفي بالتفكير العاطفي دون النظر إلى المتطلبات المادية والنفسية، لذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) والباءة تعني القدرة المادية والجسدية والنفسية على إدارة الأسرة وتحقيق مقاصدها.
ثانياً: يجب أن تكون واقعياً في قراراتك، فإذا كان عمرك 18 عاماً، فهذا يعني أن الفتاة تبلغ حوالي 15 عامًا، فهل هذا السن مناسب للزواج بالنسبة لكما من ناحية تحمل المسؤولية؟ وهل تنوي الانتظار حتى تتخرج وتحصل على عمل يكفي لإعالة أسرتك؟ كما يجب أن تفكر فيما إذا كانت فترة الخطوبة قد تطول، فهل يؤثر هذا سلباً على تركيزك في دراستك، وطموحاتك المستقبلية؟ وهل يمكنك أن تعيش في جوٍ عاطفي دون أن يؤثر ذلك على واقع حياتك؟ هذه الأسئلة -وغيرها- تحتاج منك لإجابة حتى تقرر القرار الصحيح.
أخي العزيز: دع للعقل والواقعية مكاناً عند هذه القرارات المصيرية، ولا تدع العواطف تتحكم بقراراتك، فالزواج ليس مجرد حب وعواطف، بل هو مسؤوليات تحتاج إلى استعداد تام.
أما إذا غلب على ظنك أنك مستعد للزواج من كل جوانبه، ووجدت قبولاً من عائلة الفتاة، ورأيتها مناسبةً من حيث الدين والأخلاق، وأن الزواج أو الخطوبة لن يعوق تقدمك في الدراسة، فلا مانع من التقدم لخطبتها.
وأخيرًا -أخي الفاضل-: اجتهد في صلاة الاستخارة، وادعُ الله أن يختار لك الخير، ويعينك عليه، ولا بأس أن تدعو الله أن ييسر لك الزواج من هذه الفتاة، وإن كان الأفضل أن تدعو بشكلٍ عامٍ بأن يرزقك الله الزوجة الصالحة، سواءً كانت هذه الفتاة أو غيرها.
نسأل الله أن يوفقك للخير ويعينك عليه.