كلما تحدث معي خاطبي تصيبه أعراض مرضية، فما سبب ذلك؟

2024-10-05 23:09:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

تقدم شاب لخطبتي، وكنا نعرف بعضنا من قبل ذلك، فقد كان معجبًا بي، وكنت معجبةً به، وكنا نتكلم دائمًا، ولكن بعد الحديث مع أهلي من أجل الخطبة بدأ يشعر بالنعاس الشديد، ووجع في الرأس، وأحيانًا يصل إلى الاستفراغ كلما تكلمنا، على الرغم من أنه يقول بأنه يريدني، وهو متأكد من ذلك، وأنه مرتاح للحديث معي، وأنه يريد الحديث معي، ولكن نعاسه ووجع رأسه يمنعانه من ذلك.

هو يخاف أن يستمر في الخطبة، وأن لا يذهب شعوره هذا، فيظلمني معه، فما هو سبب هذا الشعور؟ وهل يمكن أن يزول عنه؟ وهل من الصحيح أن نستمر في خطبتنا؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بكِ -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب،

بدايةً نود أن نلفت انتباهك -أختي الفاضلة- إلى أن التعارف العاطفي قبل الزواج مما نهى عنه الشرع؛ وذلك لحماية الأعراض، وتجنب الوقوع في أي نوع من الفساد أو العبث، وفي المقابل أباح الإسلام فترة الخِطبة التي يتم خلالها التعارف بين الطرفين -وفق الضوابط الشرعية-، ويتحقق خلالها الهدف من معرفة كل طرف للآخر بطريقة مشروعة، وبمعرفة الأسرتين.

لذلك يجب أن تكون توبتك نصوحًا من هذا السلوك؛ لأن انتشار مثل هذه الممارسات، أو اعتياد البعض عليها لا يجعلها مشروعةً، أو مقبولةً، فينبغي على الفتاة والشاب أن يجتهدا في تأسيس حياتهم الزوجية على تقوى الله، ورضوانه، كما قال تعالى: "أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم".

أما بالنسبة لما ذكرتِ عن حالة الشاب الذي يتعرض للنعاس، والصداع، والغثيان، والرغبة في الاستفراغ كلما تم الحديث عن الخطبة، فننصحك بمراعاة الأمور التالية:

أولاً: التأكد من طبيعة الحالة، هل هذه الأعراض مستمرةً معه في جميع الأوقات، أم أنها تظهر فقط عند الحديث عن الخطبة والزواج؟

يمكن الاستفسار من أهله لمعرفة ما إذا كانت هذه الحالة معه منذ فترة طويلة، أم أنها ظهرت مؤخرًا عند الحديث عن الزواج؟ وهل تم عرضه على طبيب؟ وما النتائج التي خرجوا بها؟ فقد تكون هذه أعراض نوبة بسبب الخجل الشديد، أو ربما يكون بحاجة إلى رقية شرعية، فقد تكون أعراض مسّ -نسأل الله لنا ولكم العافية-.

ثانيًا: التأكد من دين وأخلاق الشاب؛ لضمان استقرار الزواج ونجاحه، فمن المهم أن يكون الشاب صاحب خلق ودين كما أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وهذا أمر لا بد ألا يتم تجاهله، لضمان الاستقرار النفسي، والاجتماعي بعد الزواج.

ثالثًا: فهم طبيعة الخِطبة؛ فالخِطبة لا تعني الزواج، بل هي مجرد وعد بالزواج غير ملزم للطرفين، فإذا تم التوافق والتفاهم على الجوانب الأساسية للحياة الزوجية، فيمكن بعد ذلك اتخاذ القرار بالزواج، لذلك لا بد أن يتم التعارف في إطار الخِطبة، ومعرفة الأسرتين، مع الالتزام بالضوابط الشرعية، ومدة الخطبة ليست محددةً بوقت معين، بل تعتمد على مدى تحقيق التفاهم والوصول إلى قرار إما بالزواج بالاتفاق والتراضي بين الطرفين، أو بالترك.

إذا كانت الحالة التي يمر بها الشاب تتعلق بمرض عضوي، فمن الأفضل زيارة الطبيب، أما إذا كانت مشكلةً روحيةً، فهنا يُنصح باللجوء إلى الرقية الشرعية، وإذا كان يواجه مشكلةً نفسيةً تتطلب علاجًا نفسيًا، فيمكنه اللجوء إلى طبيب نفسي لتشخيص الحالة، ومعرفة العلاج المناسب، ووفق هذه النتائج وقدرتك على تحقيق الاستقرار والتعامل مع الوضع، ويمكنك اتخاذ القرار المناسب لبقاء الخِطبة، أو تركها.

وأخيرًا، ننصحك بكثرة الاستخارة والدعاء لله تعالى بأن يختار لك الخير، ويوفقك له، وأكثري من ذكر الله، والتقرب إليه، فهذا سيساعدك على تجاوز الهموم، وييسر لك الأمور -بإذن الله تعالى-.

يسر الله أمركِ وأذهب همكِ.

www.islamweb.net