أتعبتني الخيالات الانفعالية، فما هو العلاج؟

2024-10-15 01:32:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ سنوات من تخيل بعض المواقف في ذهني، حول خلافي أو شجاري مع شخص ما، وأشعر بانفعال شديد بسبب هذه الخيالات، لدرجة تصل إلى ارتفاع معدل ضربات القلب بشكل ملحوظ، وارتفاع الضغط، فذهبت إلى طبيب القلب، ووصف لي دواء الإندرال، ولكني ما زلت أعاني من الخيالات، فما سببها؟ وهل لها علاج؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

ظهور خيالات أو أفكار واقعية أو غير واقعية، وتكون كثيرة ومكثفة، وتؤدي إلى مضايقات وتغيرات مزاجية، وحتى تغيرات فسيولوجية، مثل: ظاهرة تسارع ضربات القلب التي تحدث لك، هذا -يا أخي- يدل على وجود قلق نفسي داخلي، وكذلك وجود احتقانات نفسية.

كثيرًا ما تتحول مشاعر عدم الرضا إلى نوع من الطاقات النفسية التي تظهر في شكل خيالات، أو الظواهر من النوع الذي تحدثت عنه؛ فأنا أقول لك: حاول أن تعبر عن نفسك، لا تسكت عن الأشياء التي لا ترضيك، عبر عن نفسك أولًا بأول، وفي حدود الذوق، وما هو مقبول اجتماعيًا.

ثانيًا: أكثر من الرياضة؛ الرياضة تمتص كل هذه الانفعالات السلبية، وهذه الأفكار القلقية المحتقنة، فاجعل الرياضة برنامجاً ضرورياً وأساسياً بالنسبة لك، أيضًا تمارين الاسترخاء والتي لها عدة أنواع، أفضلها تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، لو حرصت على تطبيقها بصورة صحيحة سوف تجدها ذات فائدة عظيمة.

إذا قابلت أخصائياً نفسياً متمرساً، يمكن أن يدربك على تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، وإن لم يكن ذلك ممكنًا أو متاحًا، فيمكنك الاستعانة بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء؛ كما توجد عدة كتيبات ووسائط أخرى توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

بقي بعد ذلك أن أقول لك: يمكنك تناول أحد الأدوية البسيطة جدًا التي تمتص هذا النوع من الانفعالات السلبية، الدواء يعرف باسم دوجماتيل، واسمه العلمي سلبرايد، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة 50 ملجم، كبسولة واحدة ليلًا لمدة أسبوع، ثم تجعل الجرعة كبسولة في الصباح والمساء لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، دواء ممتاز ودواء سليم وفاعل وغير إدماني.

سيكون من المفيد جدًا أن تستفيد من هذا القلق المحتقن في السعي لتطوير ذاتك، والاجتهاد في وظيفتك مثلًا، وفي عملك، الإكثار من الاطلاع، القراءة، الدخول في برنامج لحفظ أجزاء من القرآن الكريم، الحرص على التواصل الاجتماعي، عدم التخلف عن الواجبات الاجتماعية، وأن يكون لك دور إيجابي جدًا في أسرتك؛ بهذه الكيفية تكون قد سخرت طاقاتك كلها، خاصة طاقات القلق والدافعية لتصبح طاقات إيجابية وتفيدك كثيرًا، -وإن شاء الله تعالى- تنتهي هذه الخيالات حتى وإن كانت أحلام يقظة، سوف تختفي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net