قلق وتوتر وخوف وضيق تنفس.. ما تشخيص ذلك؟

2024-10-16 03:24:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا اسمي محمد، وبعمر 24 سنة، أعمل في الجيش حالياً، وشكواي أني منذ 12 سنة جاءني فجأة ضيق تنفس، وسرعة في ضربات قلبي, ذهبت للمستشفى، وأخذت مهدئاً، والدكتور قال لي: لا بد من عمل أشعة على القلب، عملت الأشعة، وظهر عندي عيب خلقي في الصمام الأورطي، وشرفتان بدل ثلاث شرفات، وارتجاع يسير على الصمام، و-الحمد لله- الدكتور قال لي: قلبك سليم، وهذا شيء يسير، واعمل متابعة كل سنة للتأكد من نسبة الارتجاع، وحتى لا تزيد المشكلة.

جاءني قلق شديد، وتوتر، وضيق تنفس، وإحساس أن صدري ثقيل، وكل دقيقة لا بد من أخذ نفس عميق، لأجل الراحة.

ذهبت لدكتور صدر -الحمد لله- قال لي: لا يوجد شيء على الرئة، وضيق التنفس مجرد وهم، بينما أنا أحس بتعب وإجهاد في جسمي، وأتوتر من أقل موقف، وأحس أني سيغمى علي.

كذلك حين أكون في مناسبة، أحس أني عندي ضيق تنفس، وصدري ثقيل، ولا أشعر براحة، وتأتيني أفكار وسواسية، ويزيد عندي الخوف، وأتهرب من أي موقف أحس بالتوتر فيه، ولا أشعر بنوم أو راحة مثل الناس.

حالياً أفكر في الزواج، ولا أعرف بسبب القلق والتوتر والخوف ما الذي لدي! أرجو أن تفيدوني، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: النوبة الحادة التي حدثت لك حين كنت بعمر 12 عامًا، لا أعتقد أن لذلك أي علاقة بموضوع الارتجاع الصمامي في القلب، وإنما كانت نوبة هرع أو فزع، والذي يظهر في شكل ضيق في التنفس، وتسارع في ضربات القلب، وربما الشعور بالخوف والقلق.

أعتقد -وأنا على درجة عالية من اليقين- أن اكتشاف موضوع الصمام الأورطي، والارتجاع البسيط، كان مجرد مصادفة طبية، وهذا يحدث كثيرًا، ومثل هذه الاختلافات الخلقية، أمر يوجد لدى عدد من الناس، وغالباً ما يتم اكتشافه صدفة، و-الحمد لله- أنت ذهبت إلى أفضل الأطباء في مجال الاختصاص، وقد طمأنوك تمامًا، وأعتقد أن الطبيب الذي قال لك تحتاج لمتابعة مرة في السنة، قد اتخذ القرار السليم، وقطعًا إن كان بك أو لديك حالة مزعجة، لما ترك المراجعة بعد سنة، ولأعطاك جدولاً من المراجعات المتقاربة.

من وجهة نظري: أن عملية الخوف والقلق لديك عملية طبيعية، لأن الإنسان حين يتم إخطاره أن هنالك علة في القلب، حتى وإن كان أمرًا حميدًا وليس هامًا، وليس له عواقب سلبية، تأتيه أشياء من الانشغالات والوسوسة، وكذلك المخاوف، لأن القلب عضو حساس جدًا.

يجب أن تطمئن، -الحمد لله- الأمر يسير، والوسائل الفحصية الآن من هولتر وغيره، والوساوس الفحصية للقلب، أصبحت متوفرة، وسهلة جدًا، فيجب أن تطمئن، وأن تثق بما يقوله طبيبك، وأن تصرف انتباهك.

من أهم الأشياء: أن تعيش حياة طبيعية، لا تتعامل مع نفسك على أنك إنسان عاجز، أو مريض، أو لديك علة في القلب، إذا اعتبرت نفسك على هذه الشاكلة، هذا سوف يسبب إشكالًا كبيرًا، أنت طبيعي ويجب أن تعيش حياة طبيعية، يجب أن تجتهد في عملك، ويجب أن تكون مواظبًا على صلواتك، وتحسن التواصل الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة.

أصلًا لو كان لديك علة رئيسية في القلب، لما تركوك تعمل في الجيش، فأرجو أن تطمئن تماماً، وفي ذات الوقت، أرى أنه سيكون من الجيد والمفيد لك أن تتناول أحد الأدوية البسيطة والسليمة، التي تفيد في علاج هذا النوع من المخاوف والقلق والتوتر، هنالك دواء يسمى سيبرالكس هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي استالبرام، أرى أن تتناوله بجرعة صغيرة، ولمدة ليست طويلة، سيكون مفيدًا جدا لك.

السيبرالكس يوجد بقوة 10 مليجرام و20 مليجرام، أنت تحتاج للحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، والتي يمكن أن تبدأ في تناولها بجرعة نصف حبة، أي 5 مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة 10مليجرام يوميًا، لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 5 مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام، يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء رائع، وسيفيدك كثيرًا.

ركز أيضًا على ما نسميه بتمارين الاسترخاء(2136015)، فائدتها كبيرة جدًا في علاج التوتر، والمخاوف، وتوجد برامج على اليوتيوب، توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تستفيد من هذه التمارين وتطبقها على أسسها الصحيحة، و-الحمد لله- أنت بخير وتظل على خير، نسأل الله ولك العافية والتوفيق والسداد.

والله الموفق.

www.islamweb.net