أصبت بوسواس الشك في ديني، فكيف أتخلص منه؟
2024-11-10 02:11:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 18 سنة، عندي مشكلة، وهي أني ما كنت أصلي وأنا صغير، وتبت و-الحمد لله- وبدأت أصلي، وأقرأ القرآن، ولكن صار يأتيني وسواس فجأة، و-العياذ بالله- والوساوس فيها تشكيك لي في ديني.
أشعر بنقص إيماني، ولكني أحاول أصلي ولا أترك صلاتي، فما هو سبب الوسواس؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإننا نحمد الله على صلاح حالك، وعلى توبتك، وعلى عودتك للصلاة، وتلك نعمة عظيمة، نسأل الله أن يتمها عليك بخير.
الأخ الكريم: لا يخفاك أن الشيطان عدو للمسلم، وقد أخبرنا الله بذلك فقال: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً)، فالشيطان له في عداوته وسائل، منها: الوسوسة بكل قبيح إلى كل من آمن بالله، وخاصة من تلمس طريق النجاة، وهدفه أحد أمرين:
- إما أن يشكك في الدين.
- وإما أن يشغل المسلم بالتفكير ويحزنه بما يسمع.
لكننا نبشرك -أخي الكريم- بأنّ ما حصل معك دلالة خير لك، بل هو صريح الإيمان، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: (أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان) والمقصود من الحديث أن كراهية هذه الوساوس وبغضها، والنفور منها، هو صريح الإيمان.
علاج الوسوسة -أخي الحبيب- ميسور جداً، فقط عليك أن تفهمه، فإذا فهمته سيطرت عليه، هو يريد أن يشغل تفكيرك صباح مساء، وأن يدفعك دفعاً إلى السلبية، فطبيعة الوسواس -أخي- تكمن في قدرته على الانتشار وسط البيئة ذات التفكير السلبي، فإذا أردت القضاء عليه فحول كل أمر سلبي إلى إيجابي.
ردد في نفسك: الوسواس سخيف، وتافه، وما يقوله الإنسان إذا ربط الوسواس في فكره بالسخف هان عليه، فردد في نفسك: هذا وسواس، كلام فاسد، كلام سخيف.
هذا نوع من التغيير المعرفي المهم جدًّا؛ لأن الإنسان إذا ما استخف بأمر احتقره، وإذا احتقره سيحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن الوسواس يُصبح وكأنه ليس جزءًا من حالة الإنسان.
هذه التمارين تحتاج للصبر والتكرار والجدية في تطبيقها.
- كذلك نوصيك بالابتعاد عن العزلة، ومصاحبة الشباب الصالحين؛ فإنهم أعوان على الخير، فالمرء بإخوانه، وإخوانه معه، والذئب يأكل من الغنم القاصية.
نسأل الله أن يحفظك وأن يسترك، وأن يقدر لك الخير، والله الموفق.