أختلف مع زوجتي في الحوار دائمًا، فكيف أتجنب ذلك؟

2024-11-09 22:27:16 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طبيعي مع كل البشر إلا زوجتي، لو تكلمت معها أو العكس يحتد النقاش بيننا، ولا نستطيع تحمل بعضنا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فضل الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يصلح الأحوال.

لا شك أن أفضل كلام وأحلى كلام ينبغي أن يكون بين الزوجين، وإذا كان الإنسان في الخارج مع البشر ومع الناس يعاملهم بالمعاملة الجيدة؛ فينبغي أن تكون المعاملة الأجود داخل بيته، هذا الكلام نوجهه للرجل والمرأة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان في بيته ضحَّاكًا بَسَّامًا يُدخل السرور على أهله.

إذا كان الوضع كما أشرت من أنكما دائمًا يحصل نقاش حاد عند الحديث، فسنوجه فيه بما يلي:

أولًا: اللجوء إلى الله تبارك وتعالى من أجل أن يؤلف القلوب، فإن قلبك وقلب الزوجة بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبُها ويُصَرِّفُها.

ثانيًا: تجنب المعاصي؛ فإن المعاصي لها شؤمها وثمارها المرة.

ثالثًا: إيجاد قواسم مشتركة، والحوار مع الزوجة في قضايا عامة، ليس من الضروري أن تكون كل المسائل ممَّا فيه الإشكالات، فالحديث العام وفي الأمور العامة؛ هذا يعطي فرصًا للنقاش والحوار، دون أن يكون هناك دعوة إلى الصعود في اللغة وظهور النقاش الحاد، وغير ذلك.

أيضًا من المهم جدًّا أن يعرف كل طرف ما الذي يُزعج الطرف الآخر، كما قالت زوجة شريح: "ماذا تُحب فآتيه، وماذا تكره فأجتنبه؟". وأنت أيضًا تقولها: "ماذا تحبين فآتيه وماذا تكرهين فأجتنبه؟".

خامسًا: عليكما أن تتذكرا أن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.

سادسًا: ندعوكما للمحافظة على أذكار الصباح والمساء، بل الذهاب إلى راق شرعي يقيم الرقية الشرعية على قواعدها وضوابطها المرعية.

سابعًا: من المهم جدًّا أن تعرف أنت كرجل كيف تحاور الأنثى، الإنسان إذا أراد أن يحاور الأنثى في مسألة معينة فإن عليه أن يبدأ بذكر الإيجابيات، ثم يُحدد النقطة التي يريد مناقشتها، فإذا حاولت أن تخرج يردها إلى هذه النقطة.

ننصحكما أيضًا باختيار الأوقات المناسبة للحوار، وانتقاء الكلمات الجميلة، وتجنّب القناعات المعلبة، يعني بعض الرجال يقول: النساء لا يفهمن، والنساء يقلن: الرجال كلهم مثل بعض وكلهم عصبيون وكلهم ... إلى آخر هذه الكلمات، فإنا نسميها قناعات معلبة.

عليكما أيضًا اختيار الوقت المناسب للحوار، وهذا أيضًا من الأهمية بمكان، وثقافة الحوار تحتاج إلى تعليم وتركيز، حتى طريقة الجلوس، وعليك أن تعلم أن المرأة إذا تكلمت تريد الذي ينصت إليها، ويركز معها، ويستمع إليها، فالمرأة تحب المنصتين.

وكذلك عليها أيضًا أن تُدرك أن الرجل يحتاج إلى أن يُحترم، فلا ترفع صوتها عليه، وتستمع لكلامه، ونسأل الله أن يعينكما على الخير.

www.islamweb.net