أمي وأبي يعارضان ارتدائي للنقاب.. فكيف أقنعهما؟
2024-11-10 23:13:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 14 سنة، وسأتم 15 في شهر أبريل، أريد أن أرتدي النقاب، ولكن أمي تمنعني وتقول أنني ما زلت صغيرة، وأنه ليس فرضًا، لا تريد أن تسمعني، ولا تريدني أن أتكلم عنه، عندما أقول لها أنني أريد أن أرتدي مثل السيدة عائشة، وأن السيدة عائشة كانت تغطي نفسها كاملاً، تقول لي هذا كذب، وأن السيدة عائشة لم تكن ترتدي النقاب.
عرضت عليها فيديوهات، لكنها أيضًا تعترض، وأبي أيضًا، إن كانت أمي تعارض شيئًا فهو أيضًا يعارضه، ويقول عني أنني ما زلت صغيرة.
لا أستطيع أن أرتديه من ورائهما؛ لأنني أخرج معهما في كل مكان، وأنا حقًا أريد أن أرتديه، عندما أرى فتاة ترتديه، أشعر بالضيق وأنني أريد أن أبكي.
أصلي لله وأبكي له، وأدعو كثيرًا، لكن أمي تعترض تمامًا، عندما أتكلم عن النقاب، تغضب وتستمر في الصراخ علي، وتقول لي لا تتكلمي معي في هذا الموضوع مرة أخرى، تقول لي أن أسأل والدي، وأنا أعلم أنه سيكون ضدي؛ لأن أمي تقول: لا، وهو أيضًا يراني صغيرة، أحاول أن أقنع أمي، لكن كلما تسمع كلمة نقاب تبدأ في الصراخ، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنَّا لسعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: حرصك على لبس النقاب وتألمك عند رؤية من ترتديه لعدم استطاعتك فعل ذلك؛ دليل خير فيك، وأنت مأجورة على ذلك عند الله تعالى، فأبشري وأملي الخير، وإنا نسأل الله أن يشرح صدر والديك لهذا الخير، إنه جواد كريم.
ثانيًا: لا يخفاك أن أهل العلم قد اختلفوا في مسألة النقاب، وخلافهم لا يخرج عن قولين:
1- القول بالوجوب: وهو مذهب الإمام أحمد، ورواية عند الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب؛ لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر.
2- القول بالاستحباب وهو مذهب أبي حنيفة ومالك أن تغطيتهما غير واجبة، بل مستحبة.
لكنهم جميعًا -أي فقهاء المذاهب الأربعة- متفقون على وجوب النقاب عند خوف الفتنة وفساد الزمن.
ثالثًا: الحمد لله أن الوالدة ليست ضد النقاب بوجه عام، لكن الواضح من خلال حديثك أنها ضد ارتدائك النقاب في هذا السن، وهذا أخف وطأة من غيره -والحمد لله-.
رابعًا: أكثر الأمهات يرفضن ارتداء بناتهن النقاب مبكرًا لعدة أسباب:
1- القلق من نظرة الناس له وطريقة تعاطيهم في التعامل مع مرتديه.
2- الخوف على البنات من الأفكار المتشددة.
3- القلق من تأخرهن بالزواج لارتدائهن النقاب.
وهذه كلها تخوفات طبيعية، والتعامل معها بهدوء يجنبك الصدام الذي لا نريده، لذا ننصحك بما يلي:
1- الاستجابة لطلب الوالدين بعدم الارتداء مع التحفظ التام في الحجاب، وإظهار شوقك وتطلعك لليوم الذي تخبرك فيه بموافقتها على لبس النقاب، تلميحًا وتصريحًا كلما دعت الحاجة.
2- الاجتهاد في بر الوالدين والإحسان إليهما أكثر من ذي قبل؛ لأن الشارع الذي طلب منك ارتداء النقاب، هو الذي أوجب عليك برهما.
3- الحديث إلى من تحبهم الوالدة من أهل الصلاح والاختصاص في العلم الشرعي، لمحاورتها والسماع منها وتبديد تخوفاتها.
4- إذا كنت بحضرة أجانب أو تخشين من عارض، فيمكنك إسدال شيء على وجهك حتى تبتعدي عن المكان.
5- كثرة الدعاء لله عز وجل أن يشرح الله صدر والديك للنقاب والصبر على ذلك.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يبارك لك في تدينك، وأن يحفظ والديك، والله المستعان.