مترددة في اتخاذ قرار الزواج من مطلق، فأشيروا علي!
2024-11-11 03:35:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمل في شركة ومنصبي الإداري جيد للغاية، عمري 32 عامًا، ورزقني الله نصيبًا من الجمال، ولكن الله لم يكتب لي الزواج حتى الآن، تقدم لي زميل في العمل يكبرني بـ 14 سنة، مطلق لثلاث مرات، إحداهن امرأة بريطانية ولديه منها ولد، والأخيرة من نفس جنسيتنا وأنجب منها 3 أطفال.
تحدث مع عائلتي عن سبب الطلاق، وكان على ثقة بأن نسأل زوجته السابقة أنه لم يظلمها، وقد ظلت ترجوه أن يرجعها إلى ذمته ولكنه رفض.
اقتنعت عائلتي أنه تعرض للاستغلال طوال فترة زواجه هذه، كونه كان مغتربًا لفترة وكان يرسل مبالغ للادخار لزوجته، وعند عودته سألها عن المال، فأخبرته أنها قد صرفت كل المبالغ، لاحقًا اتضح أنها اشترت منزلًا.
في البداية، لم أرحب بالفكرة ورفضت، وكنت متأكدة أني أستحق الأفضل مع الوقت، استمر في إرسال الهدايا لعائلتي ولي، وكان كثير السفر إلى دول مختلفة، وكان لا يقصر في إكرامنا بعطائه وهداياه، دعمني في عملي وكان هو السبب في ترقيتي كونه مديري المباشر، ولكني رفضت أيضًا، وهو لم يتوقف ولا يزال لديه أمل، مع الوقت يبدو أني تعلقت به وأحببته وأصبحت تدريجيًا متقبلة للفكرة، بعد أن كنت رافضة له قطعًا.
أخاف أن أكون مخدوعة نتيجة رغبتي في الزواج واغتراري بدعمه لي وهداياه، وأن أعيش تجربة فاشلة، كون الرجل تزوج عدة مرات، أخشى أن أقف بين مسؤولياته وأطفاله كونه لا يملك منزلًا، وفي وضع مادي متوسط، وغير متزن في نفقاته.
أخاف من نظرة المجتمع وكلامه الذي لا يرحم، أخاف أن أتخذ قرارًا أدفع ثمنه حياتي في العيش مع زوج لا يناسبني، كوني في فترة حبّ وإعجاب، أعاني من التردد والقلق في كل مرة يتقدم لي أحد للزواج، كون أمي ووالدي منفصلين.
أدعو الله كثيرًا وأستخير، ولكني أريد نصحكم لي، ماذا أفعل؟ أرجو أن لا تجاملوني أبدًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة.
قد ذكرت أن الرجل تزوج قبلك ثلاث مرات، وأنه مديرك المباشر، وأنه كثير الأسفار، وسردت كثيرًا عنه دون أن تحدثينا عن موقعه في التدين، والذي هو المعيار الفصل في مسألة القبول من الرفض؛ لذا نحن ننصحك بعدة أمور:
أولاً: اتركي كلام الناس خلف ظهرك، ولا يغرك نقدهم، ولا مدحهم، بل اجعلي المعيار الفصل في كل تحركاتك مرضاة الله تعالى، رضي الناس أم سخطوا.
ثانيًا: أول ما ينبغي النظر إليه في المتقدم: تدينه وخلقه؛ لذا نرجو أن يسأل أهلك عن هاتين النقطتين ممن عايش الرجل وسافر معه، أو من جيرانه الذين يعرفون مداخله ومخارجه.
ثالثًا: إن كان الرجل صاحب دين وخلق، فانظروا في الأسباب التي دفعته للطلاق في كل مرة، وهل هو سبب واحد أم مختلف مع كل واحدة؟ فقد يكون الرجل متدينًا وخلوقًا، لكن عنده بعض الصفات التي تنفر منه النساء، وهذا سيظهر مع السؤال، أما إذا كانت لكل حالة خصوصيتها فالأمر مختلف؛ لذا فالاجتهاد في السؤال قبل الموافقة أسلم وأحوط.
رابعًا: فارق السن ليس كبيرًا بالدرجة التي تقلقك فإذا ما كان الرجل صالحًا للزواج، وقد اطمأن الأهل من تدينه وأخلاقه، وقد استخرت الله تعالى عليه، فلا مانع أبدًا من القبول به كزوج.
وأخيرًا: لا تقدمي على فعل شيء إلا بعد التأكد مما سبق ذكره، ثم استخارة الله عز وجل بصلاة الاستخارة، ومن ثم التوكل على الله، فإن أتم الله الزواج فهو الخير، وإن حدثت عوائق حالت بينك وبين الزواج به؛ فاعلمي أنه الخير كذلك.
نسأل الله الكريم أن يرزقك الزوج الصالح، والحياة الهنية، والله الموفق.