تواصلت مع شاب ووعدته بالزواج ثم ندمت، فما توجيهكم لي؟
2024-12-11 21:58:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 17سنةً، علم شاب أنني أحبه، فاعترف لي بحبه، وسلمني هديةً، وقال بأنه ينوي الحلال، وقد تواصلت معه عبر الانستغرام والرسائل النصية فحسب، ولم يكن هذا التواصل بشكل دائم ومستمر، ودائمًا ما كنت أخبره أنني لن أقع أبدًا في الحرام؛ لأن ما لا يرضي الله لن يرضينا، كما أن صديقتي أخبرته بأسماء إخوتي وأبي، ومكان عيشي.
إلى أن أتى يوم فأرسلت له قائلةً: إنني لست راضيةً أبدًا عن نفسي، ومن الأفضل أن نتوقف عن الحديث مع بعضنا إلى أن يكتب الله نصيبنا من بعضنا، وتتقدم لخطبتي، ووعدته أنني سأكون عند وعدي له، فوافق على ذلك، داعيًا الله على أن يجمعنا بالحلال، فحذفت حسابي الذي أتكلم فيه معه، وحذفت حساب عملي، وقطعت كل سبل التواصل بيننا.
في الآونة الأخيرة ظهر لي أن هذا الشاب فاسد وعاص لله تعالى، فلامتني نفسي جدًا لأنني تكلمت معه فيما سبق، وندمت ندمًا شديدًا على وعدي، وأخبرت أمي أنه اعترف لي بحبه، وأخبرتها أنني أخبرته أن من أرادني فعليه أن يطرق باب والدي، كما أخبرتها عن الهدية التي سلمها لي، ولكن لم أخبرها عن وعدي له، وأنني أحببته فيما سبق، وأريد أن أقطع هذا الوعد بشكل نهائي، وخفت من أن يسبب لي مشاكل مع عائلتي، ويخبرهم بأنني قد تواصلت معه، مع أن تواصلي لم يكن بالمدة الطويلة.
ماذا أفعل؟ فقد ضاقت نفسي بذلك كثيرًا، وينتابني خوف كبير جدًا، وأريد أن أتوب، فأرجو أن تجيبوني إخوتي الأفاضل وترشدوني.
وشكرًا جزيلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يستر عليك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة.
الأخت الفاضلة: إننا نحمد الله الذي جنبك فواجع المعصية، وآثارها المدمرة، والحمد الله الذي أدركك بلطفه، فتبت إلى الله في بداية طريق المعصية، ولعل هذا يدل على حب الله لك، فاحمدي الله الكريم على ستره، ومنّه، وتفضله عليك، واحذري من تكرار هذه التجربة؛ فوالله لقد سقطت أخوات صالحات في مستنقع مظلم لا قدرة لهن على النهوض منه، ولا الاعتراف به، ويعيشن أشد أنواع الندم، إلى درجة يتمنين فيها الموت!! نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين أجمعين.
أختنا الكريمة: هذا الوعد هدر ولا قيمة له، فلا تهتمي به؛ فالرجل ليس صالحًا في نفسه، ولم يتقدم، ولم يوافق عليه أهلك حتى يكون للوعد موطنًا، بل هو أشبه ما يكون وعدًا على محرم، والقاعدة تقول: "أن من نذر أن يعصي الله فلا يعصه"، وإننا ننصحك بما يأتي:
1- التوبة إلى الله مما حدث، والعزم على عدم العودة بأي شكل من الأشكال.
2- نسيان ما قد مضى شأنه، وعدم الحديث مطلقًا فيه مع أي أحد، وخاصةً إن أتاك خاطب، وسألك عما مضى من حياتك، فاحذري أن تخبريه بشيء؛ فهي معصية قد تبت إلى الله منها، ولا يحق له أن يتحدث عنها، فاحذري أن تخبريه بأي شيء من ذلك لا تصريحًا ولا تلميحًا.
3- الهدية أخرجيها صدقةً عنه، أو اعطيها لأي أحد، ولا تفتحي هذا الموضوع مع أحد، ولا تتواصلي معه لأجل أخذها؛ فنحن لا نريد فتح أي باب آخر بينكما.
هذا ما نوصيك به، ونسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله المستعان.