أشعر بارتجاف وضغط في الرأس عند التعرض للزعل..فما سبب ذلك؟

2025-12-15 01:36:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا أم وزوجة وطالبة، عدت إلى الدراسة بعد مدة طويلة، وعمري حاليًا ٤٥ سنة، الدراسة هي متنفس نفسي بالنسبة لي.

مشكلتي: عندما أتعرض للزعل أو نوع من الصدمة، أصاب بارتجاف في جسمي، ويبدأ حنكي الأسفل بالارتجاف السريع، وأشعر بعدم القدرة على إخراج الكلام بشكل صحيح، كما أشعر بضغط في الرأس، وأحيانًا بتنميل في الجانب الأيمن من الرأس من الأعلى، وتختفي هذه الأعراض عندما أهدأ، أو إذا كان وضعي صعبًا جدًا يحدث ارتفاع مفاجئ في الضغط، مع أنني عادة من أصحاب الضغط المنخفض، وأزور الطبيب كحالة طارئة.

لكن مشكلتي الآن بدأت نتيجة صدمة عائلية -خلاف عائلي-، ولم تختفِ منذ ثلاثة أيام؛ حيث بدأت أشعر وكأن رأسي يرتج، ولا أستطيع المشي بثبات، كما تمر لحظات خلال النهار أشعر فيها وكأن رأسي تعرض لضربة ويهتز.

أمس صرخت على طفلي غاضبة، فشعرت أن الحالة ازدادت، وفقدت التركيز والثبات، فلجأت إلى النوم فورًا.

لا أتحمل أن تستمر هذه المشكلة عند كل لحظة غضب.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك هذه حالة معروفة جدًّا، وهي -بإذن الله تعالى- تُعد من الحالات البسيطة، وهي تعتبر من قبيل الاضطراب الانفعالي النفسي الظرفي -كما يُصطلح عليه- ويبدو أنه مرتبط بتكوينك النفسي وشخصيتك؛ فربما كنتِ شديدة الحساسية، وطيبة الطبع، كثيرة التحمّل، غير أنه عندما تتعرّضين لمواقف أو ضغوط نفسية، أو لظروف تتعارض مع مشاعرك ومبادئك الخاصة؛ يظهر لديك هذا النوع من التفاعل، ويُسمّى هذا التفاعل بالانفعال النفسي الجسدي؛ إذ يكون منشأه نفسيًا، بينما تتجلّى أعراضه في الغالب على هيئة مظاهر جسدية، مثل الارتجاف، والتنميل، وصعوبة إخراج الكلام.

هذه كلها نوع من الأعراض الجسدية الناشئة من الانفعال النفسي، وبعض العلماء النفسيين يعتبرونها أعراض تحوّل، أي أن الأمر تحول من نفسي إلى جسدي، وإن شاء الله هي ليست خطيرة، لكنها بالفعل مزعجة، وأنا أطمئنك أنها تختفي –بإذن الله تعالى– بمرور الأيام.

من المهم –أختي الكريمة– أن تحرصي على التعبير عن ذاتك بوضوح، وألَّا تكتمي ما في داخلك؛ عبّري عمّا تشعرين به أولًا بأول، حتى الأمور البسيطة التي تزعجك لا تتركيها دون بيان.

لا شك أن الصبر أمر جيد، والتواصل مع الناس بصورة إيجابية أمر أفضل، لكن في حالتك من الضروري جدًّا أن يكون التعبير عن الذات متاحًا ومفتوحًا، وألَّا تتوقفي أبدًا، ولا تكتمي، دون انقطاع أو كبت؛ فالكتمان يترتب عليه ضرر بالغ عليك، وعليه فالنصيحة الأساسية هي تفريغ ما في النفس، وعدم تركه يتراكم؛ لأن للنفس منافذ لا بد أن تُفتح، إذ إن إغلاقها يؤدي إلى الاحتقان، وفتح هذه المحابس يُعد علاجًا جوهريًا لا غنى عنه.

الأمر الثاني: أن تحرصي على مكافأة نفسك عند قيامك بأي تصرّف إيجابي، وهذا لا يُعد تزكية للنفس، وإنما هو أسلوب سلوكي نفسي مشروع ومفيد، فإذا أنجزتِ عملًا حسنًا ومميّزًا -ولو كان بسيطًا-؛ فمن حقك أن تشعري بالرضا والارتياح، وأن تمنحي نفسك قدرًا من التقدير والمكافأة على ذلك.

العلاج الثالث هو: أن تمارسي تمارين المشي، فهي مهمة جدًا بالنسبة لك، خاصة في هذا العمر، تفيدك نفسيًا وتمنع -إن شاء الله تعالى- عنك هشاشة العظام والأشياء الأخرى.

وأيضًا هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، مثل: تمارين التنفس المتدرجة، الشهيق والزفير بقوة وببطء، مع حصر الهواء قليلًا في الصدر، هذه تمارين رائعة تفيد في مثل هذه الحالات، فأرجو أن تمارسيها، إمَّا من خلال الاطلاع على برامج كثيرة موجودة على اليوتيوب، توضح كيفية تطبيقها، أو يمكنك الاستعانة بأخصائية نفسية لتدربك عليها.

كذلك النوم المبكر أيضًا مهم جدًّا، وتجنب السهر إلى وقت متأخر من الليل؛ لأن هذا مهم ومفيد بالنسبة لك.

أمَّا العلاج الدوائي فأبشرك بوجود أدوية ممتازة جدًا، منها دواء (سيبرلكس Cipralex)، واسمه العلمي (إسيتالوبرام - Escitalopram)، وهو من مضادات الاكتئاب والقلق، يعمل على رفع المزاج وإبعاد التوتر، وهناك دواء آخر يسمى (إندرال - Inderal)، واسمه العلمي (بروبرانولول - Propranolol)، وهو من مجموعة "حاصرات بيتا"، يقلل من إفراز الأدرينالين، وبالتالي يخفف الرجفة والتوترات الجسدية المصاحبة للقلق.

الجرعات كما وردت تكون بأن تبدئي بنصف حبة من سيبريكس (5 ملغ) يوميًا، لمدة عشرة أيام، ثم حبة كاملة (15 ملغ) يوميًا، لمدة ثلاثة أشهر، ثم (5 ملغ) يوميًا، لمدة شهر، ثم (5 ملغ) يومًا بعد يوم، لمدة أسبوعين، ثم التوقف عن تناوله.

أمَّا بالنسبة للإندرال فتكون الجرعة (20 ملغ) صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم (10 ملغ) صباحًا ومساءً، لمدة شهر آخر، ثم (10 ملغ) صباحًا، لمدة شهرين، ثم التوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net