كلما بدأت بالحفظ يوسوس لي الشيطان أن نيتي غير خالصة!
2025-12-29 00:05:39 | إسلام ويب
السؤال:
أنا أحفظ القرآن منذ صغري، وفي بداية هذا العام عدت إلى الحفظ بعد التوبة، بنية التقرب إلى الله، ومؤخرًا اكتشفت أنه يمكنني أن أحفظ القرآن في أقل من سنة، إذا حفظت صفحتين يوميًا، فبدأت أراجع ما حفظته، وأضيف حفظًا جديدًا.
لكن البارحة ساورني شك في الرياء، فبحثت، وعلى ما أظن ليس رياء؛ إذ ليست نيتي أن أعجب الناس، أو أن يقولوا عني إنني حافظة، ومع ذلك، حدث أن تخيلت رد فعل الناس عندما يسألونني، فأقول إنني خاتمة، وشعرت حينها بالفرح، لكنني لا أحفظ لأجل أن يراني الناس، أو يمدحوني، رغم ذلك، لم أستطع أن أستشعر نية إخلاصي لله، ورغم محاولاتي في تجديد النية، إلا أنني لم أستشعرها، ويوسوس لي الشيطان.
أنا مبتلاة بالوسوسة، فلم أستطع منذ البارحة أن أحمل القرآن لأحفظ، وكلما بدأت بالحفظ يخيل لي أن نيتي غير خالصة، وأن عملي غير مقبول، أو غير مكتمل، ولا أدري، أريد أن أستشعر النية، وأتساءل: هل يمكن أن أواصل الحفظ دون أن أشعر بها، مع يقيني أن حفظي ليس للناس؟
لقد أتعبني هذا الأمر، ويؤلمني أنني لا أستطيع أن أواصل الحفظ بسبب ما ذكرت، وأنا أريد أن أحفظ القرآن وأنا مطمئنة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب وجوابي لك كالآتي:
أولاً: القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى، وهو النور المبين، والصراط المستقيم، كتابه هداية ورحمة للعالمين، فيه الأجر والثواب تلاوة، وحفظًا، وتعبدًا، وعملاً، والقرآن الكريم معجزة الله تعالى الخالدة إلى قيام الساعة، أنزله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فمن تعلمه، أو علمه غيره، فالخيرية فيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، رواه البخاري. وأهل القران هم أهل الله وخاصته، فعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تعالى أهلين من الناس، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته).
من نعم الله على الإنسان أن يوفقه للحرص على حفظ كتاب الله، حتى ولو حفظ شيئًا من القرآن الكريم، وهذه الهمة العالية لديك في حفظ القرآن تعتبر إنجازًا عظيمًا، فاستمري على هذا الإنجاز العظيم، حتى يتم الله لك حفظ القرآن الكريم.
ثانيًا: بالنسبة لهذه الوسوسة الشيطانية، وهو أن الشيطان يوسوس لك أن حفظك القرآن هو رياء للناس؛ فهذا كله من وسوسة الشيطان الرجيم، فعليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا جاءتك هذه الوسوسة، فكرري قول: الحمد لله، إنما أحفظ القرآن لله تعالى، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وبهذا تسدين هذا الباب الذي يدخل منه الشيطان إليك؛ لأن الشيطان حريص أن تتركي القرآن، فيخيل إليك بأنك غير مخلصة في حفظ القرآن، وأنك تحفظين القرآن من أجل الناس، حتى يصرفك عن هذا الأمر العظيم.
الخوف من الرياء مطلوب، ولكن المطلوب ألا يصل للوسوسة التي تصرفك عن حفظ القرآن الكريم، فإياك وطاعة الشيطان، فإن العمل من أجل الناس شرك، وترك العمل من أجل الناس رياء، والإخلاص أن يخلصك الله تعالى منهما من الشرك ومن الرياء.
ثالثًا: خلاصة القول: تجنبي الاسترسال في هذه الوسوسة الشيطانية، وقابليها بالإهمال لها، والتجاهل، مع ذكر الله، والإقبال على القرآن الكريم تلاوة وحفظًا وتعبدًا، ولا تلتفتي إلى قاطع الطريق الشيطان الرجيم.
أسال الله تعالى أن يصرف عنك هذه الأوهام والوساوس، وأن يتم عليك حفظ القرآن الكريم.