التوكل على الله مع البحث عن الطرق الشرعية للاقتراض لتأسيس بيت تجتمع فيه الأسرة
2006-08-28 11:01:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة أشتغل منذ 7 سنوات ومكلفة بعائلتي الصغيرة، ونحن نكتري بيتاً وصاحبته تريد إخلاءنا منه، وأنا أريد أن أشتري بيتاً للمّ الأسرة، ولكن لا أستطيع أن آخذ قرضاً من البنك بسبب الربا، فأرجوكم ساعدوني! أريد حلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الربا من أكبر الكبائر، وعاقبة متعاطي الربا إلى البوار والخسائر، وقد أعلن العظيم الحرب على أهل الربا وما لأحدٍ بحرب الله من طاقة، ومرحباً بك في موقعك، وهنيئاً لك خوفك من هذا الموضوع، وشكراً لك على حرصك، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك، وإذا أخرجتكم صاحبة المنزل من منزلها فاستعينوا بالله، واستأجروا منزلاً آخر، ولا تتعاملوا مع المؤسسات الربوية، فإنها سوف تسلبكم البركة والهدوء والطمأنينة والراحة، وسوف تورثكم الشدة والضنك والمحق، قال تعالى: ((يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا))[البقرة:276].
وإني لأتساءل: ألا توجد مؤسسة مالية إسلامية تُعين من يطلب المعاملات الشرعية، وتسهل الأمر لمن يخافون رب البرية؟!!
وأرجو أن تحافظي على ما عندك من حرص على الحلال، وأبشري بصلاح الحال وبحسن العاقبة والمآل، وإليك هذه الوصايا من أخٍ ناصح هو لك بمنزلة العم والخال؛ وهي كما يلي:
1- عليكم بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
2- البعد عن المعاصي؛ فإن للمعاصي شؤمها، وقد يحرم الإنسان الرزق بالذنب يصيبه.
3- اجتمعوا على طعام واذكروا الله يبارك لكم فيه، واعلموا أن طعام الاثنين يكفي الأربعة.
4- عليكم بكثرة الاستغفار فإنه مفتاح للرزق؛ قال تعالى: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12].
وقال الشاعر:
ولو صدقوا وما في الأرض نهرٌ *** لأجرينا السماء لهم عيوناً
ولأخضعنا لملكهم الثريـا *** وصيرنا النجـوم لهم حصونـاً
5- احرصوا على الاستقامة، فإن الله سبحانه يقول: ((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا))[الجن:16].
6- اجتهدوا في ذكر الله وشكره، فإن الشكر يجلب النعم ويحفظها؛ قال تعالى: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ))[إبراهيم:7].
7- عليكم بالرضا بالقضاء والقدر، فإن أسعد الناس من رضي بقضاء الله وقدره، وتوقع تأييد الله وفرحه، وأحسن من قال:
يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ *** أبشر بخير فإن الفارج الله
8- وعليكم باتخاذ الأسباب، ثم التوكل على الكريم الوهاب، وذلك بأن تبحثي عن عمل أفضل ووضع أحسن و(لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) ترجع وهي شبعى وقد أكلت من رزق الله بعد أن سعت وبحثت كما أمر الله.
ونسأل الله أن يسهل أمركم وأن يغفر ذنبكم..