علاج نوبات الاكتئاب بعد الابتعاث للدراسة خارج الوطن
2006-08-25 07:43:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أتمنى منكم أن تساعدوني في حل مشكلتي ولكم جزيل الشكر، وأطلب منكم المعذرة؛ بسبب طول سؤالي.
كنت طالباً متفوقاً جداً حيث حصلت على درجات عالية في الثانوية العامة القسم العلمي، وحصلت بموجب هذه الدرجات على منحة دراسية في الخارج، وتم ابتعاثي إلى جمهورية السودان، وما إن وصلت إلى هذا البلد حتى فوجئت! وذلك أنني كنت أتصور هذا البلد متقدماً نوعاً ما في الجانب العلمي، واتضح لي غير ذلك تماماً!
لكني حاولت أن أتأقلم مع ظروف هذا البلد، والحمد لله مر النصف الأول من السنة الجامعية وحصلت على أعلى الدرجات، وبعدها بدأت درجاتي تقل كلما مرت نصف سنة دراسية، حتى أني رسبت في بعض المواد الدراسية وذلك ليس لصعوبة هذه المواد، لكن لأني صرت لا أهتم بدراستي وصرت أشعر بملل وتعب لأقل مجهود أبذله، وأصبح النوم عندي يزداد حتى أني صرت لا أذهب إلى الجامعة!
عندها عرضت مشكلتي على طبيب نفسي شخص حالتي بأنني شخصية قلقة وذلك بعد إجراء بعض الاختبارات، بعدها انقطعت عن العلاج؛ لأني لم أجد تحسناً، والآن حالتي تزداد سوءاً بعد سوء حتى ذاكرتي ضعفت كثيراً، وزاد عندي النوم بشكل غير طبيعي، وصرت أحس بتعب لأقل مجهود أبذله، وصرت أحس بآلام في أسفل الظهر، كما أني صرت لا أطيق البقاء في المنزل!
فجزاكم الله خيراً، أفيدوني لأني في حالة يرثى لها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي الكريم! لا شك أن النقلة التي حصلت لك وهي أنك ذهبت في بعثة دراسية إلى السودان، وأنك كنت تتصور أن الأمور أفضل مما وجدت، لا شك أن هذه النقلة أدت إلى نوع من عدم القدرة على التكيف أو عدم القدرة على التواؤم، وهذا بالطبع يؤدي إلى نوع من القلق والتوتر البسيط، ولكن الإنسان يستطيع أن يتأقلم ويتكيف مع وضعه، خاصةً وأن السودان بلد مسلم، وتوجد هنالك بعض الجامعات التي لا زالت تعتبر ممتازة وقوية، وإن كان بالتأكيد هنالك جامعات أقل في مستواها العلمي والانضباط الدراسي.
على العموم، الذي أراه هو أنه من المفترض أن تكون قد تكيفت مع الوضع هنالك مهما كانت المستويات الجامعية ليست جيدة، ولكن يجب ألا تسمح لنفسك بالرسوب؛ وذلك أنك صاحب مقدرات، ولكن بالطبع عدم انتظامك في الدراسة وشعورك بالملل هو الذي ربما جعلك لا تنجح في امتحاناتك.
أخي! كثرة النوم أحياناً تكون نوعاً من التكاسل، وفي بعض الأحيان يكون هو علامة من علامات نوع معين من الاكتئاب، ويُعرف بالاكتئاب غير التطابقي، أي الاكتئاب الذي لا يتطابق مع وصف الاكتئاب المعروف.
الذي أراه هو أن تشمر عن ساعدك، وأن تبني في نفسك طاقات جديدة، وأن تقدر أن أهلك في انتظارك، وأن تعرف أنك صاحب مقدرات، ولا تنس أخي الفاضل أنك كنت من المتفوقين.
إذن: الركيزة المعرفية الأساسية موجودة لديك، فعليك أن تستغلها، وعليك أن تشمر عن ساعدك، وعليك أن تبدأ صفحة جديدة مع الدراسة، ولابد أن تذهب إلى الجامعة، ولابد أن تكون منتظماً، ولابد أن تكون لديك القدرة على تنظيم وقتك، هذه أمور أساسية، وأرجو أن تختار الصحبة التي تُساعدك أيضاً في الدراسة الجامعية وفي الحياة الاجتماعية في السودان.
أخي العزيز! سيكون من الأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والتي يعرف عنها أنها تزيد النشاط وتزيد الدافعية -إن شاء الله- والدواء المفضل والذي تمت دراسته وتجربته بصورةٍ قوية لا شك فيها هو البروزاك، والبروزاك من الأدوية المضادة للاكتئاب، والذي يتداول منذ 1988م، ولكن كما ذكرت لك أثبت فاعليته كثيراً في مثل حالتك، أرجو أن تبدأ بتناول كبسولة واحدة منه في اليوم، ومن الأفضل أن تتناولها بعد تناول الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولةٍ واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، وستجد -إن شاء الله- أن الدواء هذا قد ساعدك كثيراً، ولكن لا شك أن الدواء لوحده لا يُعالج الإنسان؛ لأن القوة والإصرار، والثقة والهمة، ومعرفة ضرورة النجاح، ووضع الأهداف المستقبلية، ووضع الآليات التي سوف توصلنا لهذه الأهداف هو الشيء المهم، وأنت والحمد لله لديك القدرة ولديك الركيزة الأساسية وهي المقدرة المعرفية، فأرجو أن توجهها وأن تستغلها الاستغلال الصحيح، وتذكر أن أهلك في انتظارك -كما ذكرت لك- حتى ترجع لهم بالشهادة الجامعية المتفوقة والمتميزة، وأرجو أن تنظر بعد ذلك في أن تبدأ الدراسات فوق الجامعية.
وبالله التوفيق.