نصيحة لفتاة تحب شاباً ولكنه يماطل في خطبتها
2006-08-29 11:31:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليك يا سيدي ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه للحائرين من أجوبة شافية! عندي مشكلة، أود أن أعرف رأيك في حلها، وما ستقوله لي سأنفذه دون تردد؛ لأني تعبت!
تعرفت على شاب في الجامعة يكبرني بعامين، ولم نتكلم مع بعضنا في شيء، لكن لحسن الحظ كانت أخته معي في نفس السنة، ولكن في غير قسمي، وقد تعرفت عليها بالصدفة قبل أن أعرفه، وشاءت الأقدار أن تتطور الأمور بيني وبينه؛ لكن من دون أن نتكلم إلا في الدراسة، وكانت أخته حبل الوصل الذي أعرف من خلاله أخباره.
وهو شاب يناسبني في كل شيء وعلى كافة الأصعدة، ولا أخفي عنك أني فتاة لها مواصفات تحسدني عليها كل الفتيات؛ لذلك فقد أصبت بنوع من الغرور، ولم أستطع أن أقبل بأي شاب إلى أن تعرفت على هذا الشاب الذي يناسبني في كل شيء، فضلاً عن أني أميل إليه وهو أيضاً يلحظ كل من يراه أنه يميل إلي!
المشكلة أنه لا يتحرك لخطبتي! ودائماً أسمع منه كلمات أني سأصير له لكن بلا شيء على أرض الواقع، علماً بأن حالته المادية جيدة جداً؛ فهو يعمل لكنه يقول بأنه لن يتزوج قبل أن يجمع مالاً كافياً، وعنده بيت وسيارة لكن هذا ما يقوله! ولا تظن يا شيخي أنه يكذب علي؛ لأنني ألمس صدق مشاعره وقد فعل الكثير ليتقرب مني.
المشكلة الآن، أني بات قلبي ينقبض منه ولم يعد ينشرح له مثل السابق، وأريد فعلاً من قلبي أن أنساه، وأدعو ربي بذلك، لكن ما الطريق إلى ذلك يا سيدي، وهو أمامي كل يوم فضلا عن أخته التي تحبني جداً، ونتكلم مع بعضنا بصورة شبه يومية، فماذا أفعل لأنساه؟ بالله عليك أخبرني؛ فقد تعبت! وأنا التي توهمت أن الله قد ساقه إلي لأني رأيت تيسر الأمور بيننا، وتشابهنا في كل شيء، لكن لا أستطيع أن أتعلق بالأوهام أبداً، ولا أريد أن أشقى في الهوى!
لقد صرت بعمر 26 عاماً، وأدرك تماماً أن لا شيء يحدث بغير أمر الله، ويجب أن أنهي علاقتي به؛ لأنه لا شيء واضح بيننا، ولا أريد أن أغضب الله بعد اليوم، فأنا لا أجد منه سوى بعض التلميحات ولن أقيد حياتي بتلميحاته، فضلا عن أني أرفض الكثيرين من أجله، وهو يعلم ذلك، ولا يتقدم لخطبتي!
ودائماً نحاول أن ننسى وننهي كل شيء، ولكن لا نلبث أن نعود! لقد حاولنا كثيراً ومراراً أن نبتعد وننهي العلاقة، إلا أننا لم نستطع، وكيف نستطيع ونحن أمام بعضنا كل يوم، حتى أني حين ابتعدت عنه لأنسى لم أستطع أن أنسى! فأرشدني ماذا أفعل لأنساه، وهو أمام ناظري كل يوم ولا يريد الابتعاد عني لأرتاح؟!
فما العمل يا شيخ؟ أخبرني لو كنت مكاني -لا قدر الله- ماذا كنت تفعل؟؟ أنا مسلمة أمري لربي! لكن علي أن أتخذ خطوة وأبتعد، ولا أستطيع أن أبتعد عن الجامعة وما زال أمامي سنتان في كلية التربية، علماً أني أنهيت دراستي في كلية الأدب الانجليزي، والتحقت بالتربية لولعي بالدراسة!
فما الحل؟ وكيف أفسر انقباض قلبي منه؟ أليس هذا دليلاً على أن الله لا يريده لي؟ ولقد عملت استخارة ولم أدر ما جوابها، لكني أرى قلبي ينقبض يوماً بعد يوم، وهو شاب مغرور جداً وقد يريدني لأني أناسبه فقط، هذا ما أراه وقد أكون مخطئة؛ لأنه فعل الكثير من أجلي حتى أنه أخبر أخته عن حبه لي، وهو يتقرب من أخي كثيراً، ودائماً يختلق مواضيع ليتكلم معي فيها وهي لا تعنيني، فأرجو منك حلاً يقنعني، وأرجو أن تخبرني: ماذا ستفعل لو كنت مكاني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sawsan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وليس من مصلحتك انتظار المجهول، ونحذرك من مخالفة أمر الله والرسول: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63] وننصحك بعدم رد الخطاب إذا كانوا صالحين يتمسكون بالسنة والكتاب، ويأتون لداركم من الباب، وإذا علم ذلك الخاطب بجديتك في الأمر؛ فسوف يتحرك إن كانت رغبته حقيقية.
واعلمي أن كثيراً من الشباب إذا قدمت له الفتاة تنازلات أخذ يماطل ويتأخر، ولماذا يستعجل إذا كان يجد ما يريد، فهو يرى الفتاة ويجلس معها، وكل ذلك مخالف لآداب هذا الدين، ودفعت ثمن ذلك التساهل البنات قبل البنين.
ومما يعينك على النسيان ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه.
2- معرفة خطورة التهاون في هذا الأمر على الفتاة في الدنيا والآخرة، فهي في الدنيا تضحي بسمعتها وسمعة أهلها، وفي الآخرة تنتظر حكم الله على العصاة.
3- الابتعاد عن هذا الشاب وعن غيره من الشباب، واتخاذ الصديقات الصالحات.
4- إدراك خطورة الانسياق مع العواطف على المستقبل العلمي للطلاب والطالبات.
5- إدراك الآثار السالبة للعلاقات العاطفية، والانتظار الطويل على مستقبل الحياة الزوجية، التي غالب ما تبدأ بالفتور وتدركها الشيخوخة المبكرة.
ولا شك أن انقباض قلبك عنه دليل على أنك مللت الانتظار، والعلاقات العاطفية الطويلة تجلب الملل للفتاة ولأهلها، واعلمي أن صدق المشاعر وحده لا يكفي إذا لم يسارع بتحويل هذه العلاقة إلى علاقة رسمية في وضح النهار، وبعلم القريب والبعيد والجار، والذي فهمته هو أن هذا الشاب لم يتقدم حتى للخطبة بصورة رسمية، مع قناعتنا أن الخطبة نفسها ما هي إلا مجرد وعد بالزواج، ولا بأس من المحافظة على العلاقة مع أخته، ويمكن إشعارها بأن الملل بدأ يتسلل إلى نفسك.
وإذا جاء صاحب الدين فإننا ننصحك بالقبول به، فإن العبرة بالدين والأخلاق، والمغرور لا يناسب المغرورة، والمتواضع قريب من الناس قريب من الله، بل قد يصعب على المرأة أن تعيش مع مغرور، ومن هنا كان تركيز الشريعة على الدين والخلق والأمانة.
وينبغي للشباب أن يكونوا واقعيين في طلباتهم، وأن يتذكروا أنهم لن يجدوا أشخاصاً بلا عيوب؛ لأن كل إنسان عنده نقائض وسلبيات، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، فسددوا يا معشر الشباب وقاربوا.
وأرجو أن لا تنخدع البنات بما يسمعن من العبارات، فإن شباب اليوم يجيد هذا الفن (والغواني يغرهن الثناء) ولا تنكشف الحقائق إلا بعد الزواج، حتى قالت إحداهن لزوجها: (أين الكلمات الجملية التي كنت أسمعها منك قبل الزواج؟ فقال لها: إن الصياد يضع الطعم للسمكة حتى يصيدها، فإذا تمكن منها عرضها للنيران)!!
ونسأل الله أن يرد الشباب إلى صوابهم وسدادهم، وأن يسهل أمرهم، وأن يغفر ذنبهم.
وبالله التوفيق والسداد.