الوساوس القهرية ذات الطابع الديني وكيفية تجاوزها

2006-09-26 10:56:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أن كان عمري 15 سنة كنت أعاني من وساوس قهرية حول الله والعقيدة والوضوء والصلاة، وكنت أعيد الصلاة والوضوء كثيراً، وقد عافاني الله تعالى من ذلك الأمر.

بعد سنتين تقريباً عاودتني الوساوس القهرية في الوضوء والصلاة، وحتى يومنا هذا أريد التخلص منها، لكنني أشعر أني لا أستطيع، فأتغلب أحياناً على الوساوس ولكن معظم الأحيان تغلبني الوساوس، وأحياناً أذهب لأتوضأ ولكنني أخاف من أن أقوم بالوضوء ثم أعيده فتجدني أخرج من دورة المياه دون أن أتوضأ للصلاة ثم أدخل مرة أخرى لأتوضأ ثم أخرج دون أن أتوضأ مراراً وتكراراً.

أصبحت أخاف من القيام للصلاة، حتى إنني عندما أنام أستيقظ مراراً فزعة خوفاً من أن يكون قد فاتني وقت الصلاة (أي صلاة) سواء الفجر أو الظهر أو العصر.

كثيراً ما أرى في منامي أنه لم يبق على انتهاء وقت الصلاة سوى دقائق، وأنا لم أقم بأداء الصلاة بعد، فأستيقظ من النوم خائفة جداً، وأنا أحب الصلاة كثيراً ولا أستطيع أن أترك الصلاة مهما كان الأمر، ولكن أخاف مع مرور الأيام أن يثبط الشيطان من عزيمتي، فأنا لا أريده أن ينتصر علي أبداً، ولا أن أعيش في صراع دائم مع نفسي، ولا أجد من يشد من أزري ويقف إلى جانبي.

أرجو الرد سريعاً فأنا بحاجة إلى نصحكم وإرشادكم وأرجو الدعاء لي بالشفاء العاجل.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا النوع من الوساوس وهي الوساوس ذات الطابع الديني منتشرة وكثيرة جدّاً في منطقتنا، وإن شاء الله في ذلك خير وهو دليل أن هذه الأمة متمسكة بدينها.

أرجو أن تطمئني - أيتها الأخت الفاضلة – أن الوساوس القهرية يمكن التغلب عليها، فهي مكتسبة وهي ليست من طبيعة الإنسان، وأرجو أن أؤكد لك أن هذه الوساوس الآن يعتقد لدرجة كبيرة أنها ذات منشأ طبي، ولكن هذا لا يمنع مطلقاً أن يستعيذ الإنسان دائماً من الشيطانن أسأل الله أن يخلصك من هذه الوساوس وأن تستعيذي من الشيطان، فهذا إن شاء الله أمر طيب.

بالنسبة للوساوس المتعلقة بالوضوء وخروجك من الحمام عدة مرات دون أن تتوضئي، أرجو أن تحددي كمية من الماء في إناء، ولا تحاولي الوضوء من الماسورة، ويجب أن تكون كمية الماء كمية معقولة، ثم بعد ذلك ابدئي في الوضوء وركزي عضواً عضواً، ويمكن أن تقولي مع نفسك: أنا الآن سوف أغسل يديَّ، هذه هي المضمضة، هذا هو الاستنشاق، هذا هو الاستنثار، وهكذا.

يمكن أيضاً في الأيام الأولى أن يكون أحد أفراد الأسرة جالساً بجانبك وبعد أن تنتهي من غسيل كل عضو يؤكد لك أنك قد انتهيت من غسيل هذا العضو، هذه طريقة فعّالة وجيدة جدّاً وبتكرارها سوف تجدي إن شاء الله أن الأمور أصبحت عادية جدّاً.

أما بالنسبة للصلاة، والوساوس التي تأتيك وهي أن الخوف من أن وقت الصلاة سوف يفوتك، فأرجو أن تضعي الساعة المنبهة، والساعة المنبهة تعتبر شيئاً جيداً وطيبا، وسوف يحدث لك نوع من التواؤم والتكيف مع وقت هذه الساعة، هذه إن شاء الله طريقة جيدة جدّاً، وقولي لن أستيقظ مطلقاً إلا إذا سمعت صوت المنبه.

الشق الآخر في العلاج هو أن تصلي أيضاً بقدر المستطاع مع أهل بيتك، حتى إذا لم تكن الفروض، عوِّدي نفسك أن تصلي بعض النوافل مع أفراد الأسرة، هذا يؤدي إلى نوع من التطبع التلقائي، نسميه التطبع التلقائي، وهذا التطبع التلقائي يعرف أنه أيضاً يحارب الوساوس كثيراً.

الشق الآخر في الآخر هو العلاج الدوائي، والحمد لله الآن توجد أدوية طيبة وممتازة وفعّالة لعلاج هذه الوساوس، سوف أصف لك عقاراً يعرف باسم فافرين، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 50 مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة بمعدل 50 مليجرام كل أسبوعين حتى تصل الجرعة الكاملة إلى 200 مليجرام في اليوم، استمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعدها ابدئي في تخفيض الجرعة بمعدل 50 مليجرام كل شهر، إلى أن يتوقف العلاج، وهذا من الأدوية السليمة والممتازة والمضادة للوساوس.

أنا على ثقة كاملة أنه باتباعك الإرشادات البسيطة وتناول الدواء وأن تقولي مع نفسك: لا للوساوس لا للوساوس، وتصري على ذلك، سوف تنتهي إن شاء الله هذه الوساوس بصفة تامة.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net