عدم رضا الرجل بعمل المرأة التي يريد الزواج بها في البنوك
2006-10-31 09:20:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أشكر جهودكم القيمة ونصائحكم المفيدة، وأرجو منكم الإشارة علي بفعل الصواب.
أنا شاب أعمل خارج بلدي، وكنت أبحث عن فتاة من نفس بلدي تكون مقيمة في المنطقة التي أعمل بها؛ لكي أتزوجها وأعيش بعيداً عن الحرام، وأكون بيتاً وأستقر استقراراً نفسياً في بيتي الذي أنوي أن أبنيه.
فبحثت في المجتمع فلم أجد الفتاة التي أتمناها، فنظرت إلى موقع زواج في الإنترنت فوجدت التي كنت أتمناها، وبصراحة منذ أن رأيت أنها بنت بلدي تعلق قلبي بها، وبدأت بمحاولة الوصول إليها؛ لكي أبدأ بالخطبة الرسمية، وفعلاً وصلت بحمد لله، وكلمت شقيق الفتاة، ولكني صارحته أني تعرفت إليهم عن طريق أناس وليس عن طريق الإنترنت.
وقد كلمت الفتاة نفسها وعرفتها بنفسي ورأيتها وأعجبتني، ورأتني ووافقت علي بحضور الناس، ولم نكن وحيدين أو أننا اختلينا ببعضنا.
وهي تعمل في مؤسسة حكومية، والآن بعد أن بدأت مشوار خطبتي لها أخبرتني بنيتها بأن تنتقل إلى عمل في البنك، وأنا لم أوافق؛ لأن البنك مختلط وربوي وغيره من الحرام، وأنا أخبرتها عن عدم رضائي لهذا العمل، مع خوفي أنها سوف تغير رأيها بي، ولكني لا أرضى لها الإثم والاختلاط.
وأخبرتها أني لا أرضى لزوجتي أن تعمل في بنك ربوي للحرمة، وللاختلاط وغيره من الإثم، وبأني مستعد أن أعطيها كل الذي أقدر عليه بعد الزواج، وأهم شيء ألا تشتغل في هذا البنك!
والآن لا أدري إذا كانت على نيتها أم لا؟ وإذا أصرت على شغلها في البنك، فبماذا تنصحونني؟ هل أتركها مع أني أحببتها وأنوي فعلاً الاستقرار والزواج بها؟ أرشدوني جزاكم الله خيراً! وإذا أطاعتني وتراجعت عن العمل في البنك، فهل أتزوج بها أم ماذا أفعل؟ فإني حائر!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن طاعة الفتاة لربها وحرصها على دينها عنوان على خيريتها، وأنت تشكر على إصرارك على إبعادها عن الربا والاختلاط، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك والإخوان، وإذا قبلت الفتاة بكلامك فلا تتردد في القبول بها، ولا تقصر في مساعدتها، وبشِّرها بالخير؛ فإن الإنسان إذا ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
واعلم أنك لا تملك إرادة أهلك بصورة تامة إلا بعد الدخول عليها، فبادر بإتمام مراسيم الزواج حتى لا تتعرض الفتاة للضغوط والتدخلات في شئونها الخاصة.
وأرجو أن تكون حكيماً ولطيفاً في نصحك وتوجيهك، وأكثر من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وابدأ مشاريعك بصلاة الاستخارة؛ فإنها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، كما نتمنى أن تتعرف أكثر على أسرة الفتاة، وشاور من حضرك من أهل الخبرة والعلم والدراية، ثم توكل على من يملك التوفيق والهداية.
وأرجو أن تعرف كل فتاة أن رفض الرجل لوجودها بين الرجال دليل على غيرته وخيريته، وليتنا علمنا أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي وجهنا فقال: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب).
وإذا كان الرزق مقسوما، فلماذا يصر بعض الناس على طلبه بالوسائل المحرمة؟ وقد أعجبني استعدادك لبذل الأموال والمساعدة إذا ابتعدت الفتاة عن مواطن الحرام، وهذا دليل على ما عندك من خير وصدق، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك رشدك والسداد!
وكم تمنينا أن تتخلص مؤسساتنا من النظام الربوي الذي ثبت للكافرين قبل المسلمين أنه سبب الكوارث الاقتصادية، خاصة بعد أن أثبت النظام الاقتصادي الإسلامي نجاحه الباهر، لدرجة أن البنوك التقليدية والعالمية بدأت تفكر في إنشاء أجنحة لها تعمل بالنظام الاقتصادي الإسلامي، ولست أدري متى نتخلص من وجود النساء بين الرجال، الأمر الذي تسبب في الفساد والأهوال!
ولا يخفى عليك أن خير البر عاجله، وأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، وأنها لا تبيح للخاطب التوسع في العلاقات والكلام، كما أن فترة الخطبة عامرة بالتوترات مع عدم خلوها من المجاملات، وليس في إطالتها مصالح تذكر، بل هي مصدر إزعاج وترقب لأهل الفتاة.
وهذه وصيتي لكما بتقوى الله وطاعته، والمواظبة على ذكره وشكره، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهم الفتاة سدادها ورشادها.
وبالله التوفيق.