الحكمة في قوامة الرجل على المرأة
2006-11-13 10:12:54 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أسأل عن موضوع لطالما كنت أفكر فيه دون أن أجد له جواباً أو حتى أتشجع بقوله؛ خوفاً من أن يكون فيه شيء من الكفر والعياذ بالله!
أريد أن أستفسر عن حكمة الله في الفضل العظيم الذي أعطاه للزوج! فالمرأة قد بين سبب الفضل في أن تكون الجنة تحت أقدامها؛ لكونها تتعب وتحمل وتنجب وتصبر، أما الرجل فهل لمجرد أنه يجلب النقود لأهله يكون له كل هذا الفضل؟ وأن يكون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه أن المرأة لو أمرت أن تسجد لغير الله لأمرت أن تسجد لزوجها، فما سبب هذا الفضل العظيم؟ وهل صحيح أن للرجل حق في راتب الزوجة إن كانت تعمل، حتى وإن لم تكن راضية؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس للرجل حق في أموال المرأة ولا في راتبها، ولا يحل له أخذ شيء من ذلك إلا إذا طابت بذلك نفساً، وهذا من إكرام الإسلام للمرأة وصيانته لحقوقها، والمرأة في الإسلام لا تكلف حتى بالإنفاق على نفسها؛ حيث يتولى مسئولية الإنفاق عليها في سنوات طفولتها والدها، ويتولى المهمة بعد الزواج زوجها والأبناء والإخوان، فهي في الإسلام درة مصونة وجوهرة مكنونة يضحي الرجال من أجلها ويموتون حفاظاً على شرفها، وينالون بذلك شهادة عند الله إذا كان ذلك بدافع الغيرة على الدين، ثم الحرص على الشرف!
وإذا كان ذلك كذلك؛ ألا يستحق من يفعل هذا لأخته أو لأمه أو لزوجته أو لبنته أن يكون له فضل؟ وأن تكون الكلمة له، شريطة أن تكون أوامره وتوجيهاته في طاعة الله؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، كما أن الأعراض لا تصان والبيت لا يمكن أن يدار، إلا إذا أطاعت المرأة زوجها وأعطته ما يستحق من الاحترام، بالإضافة إلى أن الرجل هو الذي ينتقي المرأة من بين النساء، ويدفع لأجل الوصول إليها صداقاً يدل على صدقه، ويقدم ثناءً عطراً يدل على احترامه لها ولأسرتها.
وإذا كانت السفينة لا تسير في البحر إلا بقائد واحد، فإن سفينة الحياة الزوجية لا يمكن أن تسير برأسين، ولذلك فإن شريعة الله أعطت هذا الحق لمن ينفق ويتعب ويعمل، وأعطت هذا الحق للرجل؛ لأن جرعة العقل عنده أكبر، فهو يقدم عقله على عاطفته بخلاف المرأة التي هي مصدر الحنان والحب، وهذا يناسب وظيفتها كأم ومربية.
ولا يخفى على أمثالك أن المرأة مخلوقة من ضلع الرجل؛ فهي شديدة الميل والركون إليه، أما الرجل فهو مخلوق من الأرض والطين، ولذلك فهو صاحب السعي في الأرض والبحث عن الرزق، ومن حق من يتعب ويتحمل المسؤوليات أن يقدر ويطاع.
ونحن ننصحك بتقوى الله، ونتمنى أن يرزقك الله الزوج الصالح والمال الوفير، وأن يعينك على الإحسان لزوجك وأهلك، وذلك لأن مساعدة المرأة لزوجها بمالها نوع من حسن العشرة وهو من أولى الناس بالمساعدة، ونحن نتمنى أن تطيب نفوس الأخوات بما يقدمن للأبناء والأزواج.
وفي الختام، نرحب بك ونتمنى ألا تترددي في طرح كل ما يجول بخاطرك، فنحن لك في مقام الأخ الوفي، والأب الشفيق، وإنما شفاء العي السؤال، ومرحباً بأم الرجال، وأخت الرجال، وبنت الرجال، ونسأل الله أن يصلح لك الحال، وأن يرزقك الدين وكريم الخصال.
وبالله التوفيق والسداد.