كيفية الاستفادة من الدروس الخصوصية لتحقيق التفوق الدراسي؟
2006-11-29 10:56:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة في الثانوية العامة بالقسم العلمي، وأتلقى دروساً خصوصية في الرياضيات والفيزياء، وفي القريب إن شاء الله في الكيمياء، ولا أخفيكم سراً بأني أستوعب كل شيء، وأقوم بالحل المناسب حتى في الكيمياء التي لم آخذ فيها درساً بعد، ولكن هناك مشكلة وهي الامتحان، ففي يوم الاختبار أدرس - كما أعتقد - جيداً وأحفظ ما أريده ولكن لحظة الامتحان أنسى كل شيء، أو بمعنى آخر: أخطئ في بعض الأسئلة والتي تكون تافهة بالنسبة لغيرها.
ودائماً أحاول الحصول على العلامة الكاملة ولكن دون جدوى، وأهلي ينتظرون مني المزيد، وبدأت أشعر بالقلق الشديد من عدم الحصول على معدل عالٍ في نهاية العام، فأنا غرست في رأسي أني بإذن الله سأحاول الحصول على معدل 97 إن شاء الله.
هذا؛ وعندما كنت في الإعدادية كان لدي حلم وأعتقد أني كنت أُنجز لتحقيق هذا الحلم، ولكن الآن أصبح هذا الحلم يتلاشى، ربما لأن تحقيق هذا الحلم صعبٌ بالنسبة لي لأني فتاة، فحلمي بالدراسة في أكبر الجامعات على مستوى العالم، وأن أدرس الطب البديل، أو أي شيء آخر أستطيع من خلاله تحقيق شيء للإسلام وللبشرية.
كما أنني أشعر وكأني مهملة في دراستي، فلا أستطيع تنظيم وقتي، وعندما أنوي أن أدرس شيئاً لا أنهيه. أرجوكم أن تساعدوني وتعيدوا إلىَّ الأمل في الحياة لكي أفرح أهلي الذين يُحمِّلون عليَّ آمالاً كثيرة، ومنزعجين لتدني مستواي في آخر سنين الدراسة، والتي هي أهم من كل ما سبق، وكل هذا يحصل معي م أني أحفظ القرآن الكريم. فأرجوكم ساعدوني، وضعوا لي جدولاً أمشي عليه دون ملل أو كسل. وآسفة على إطالتي عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنا حقيقة ضد الدروس الخصوصية، ولكنها أصبحت من الأشياء المنتشرة في هذا الزمان، والطالب المُجد يمكن أن يقوم بالتحصيل دون اللجوء لهذه الدروس الخصوصية، ولكن أعرف أنها أصبحت تُسبب ضغطاً هائلاً على الأسرة.
فالآباء والأمهات يلجئون إلى الدروس الخصوصية لأنهم يعتقدون أنها سوف تُميز أبناءهم، وبكل أسف تقوم بعض الأسر بالتضحية المالية الكبيرة من أجل هذه الدروس.
وأرجو أولاً أن تقتنعي تماماً أن لكل مجتهد نصيب، وأنتِ ما دمت مجتهدة فسوف تتحصلين على درجة عالية بإذن الله تعالى، فخذي الأمر بجدية، وخذيه بنوع من الانشراح ونوع من الاسترخاء، فالامتحانات أمر عام، وملايين الناس يتقدمون لها، وهنالك من ينجح، وهنالك من يرسب .. أسأل الله أن يجعلك من الناجحين.
إذن؛ فهي واحدة من الأمور الحياتية التي يكون الإنسان عرضة لها، وأقول ذلك حتى لا تغلظي من الأمر لأن التغليظ والتعظيم والتجسيم والتجسيد المبالغ فيه يعوق مقدرات الإنسان وتركيزه.
والشيء الآخر هو أنه يمكن أن تستعيني بالمعلمين، وخاصة هؤلاء الذين يقومون بالدروس الخصوصية ليساعدوك في تنظيم الوقت، فتنظيم الوقت عملية مهمة وإدارة الوقت أمر مهم جداً.
ويمكنك أن تكتبي جدولاً تحددين فيه نوعية المادة التي تودين دراستها، وكذلك تحددين وقتاً للنوم ووقتاً للراحة، ولا مانع أيضاً من الترفيه البسيط .. هذه أمور مهمة جداً، وعليك بالالتزام بالجدول الذي سوف تطبقينه.
ويمكنك الاستعانة -أيضاً - بالمعلمين من أجل القيام بحل اختبارات وأسئلة سابقة، فهذا إن شاء الله يقلل من الأخطاء.
كما أن التمرين والتكرار هو أفضل وسيلة لتقليل الأخطاء والنجاح، فحين تحلي الامتحانات السابقة يجب أن تنقلي نفسك نقلة ذهنية أنك تعيشِ الامتحان بحقيقته، فهذا أمر مهم جداً.
وإذا كانت هنالك طريقة للدراسة مع زميلاتك فهذا أيضاً يعتبر وسيلة جيدة لأن الدراسة الجماعية في بعض الأحيان تؤدي إلى نوع من التنافس الشريف، كما أنها تؤدي إلى التدعيم والمساندة .. هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وهي بالطبع معلومات معروفة لدى كثير من الناس، فالبعض يقول أن الكلام عنها سهل ولكن التطبيق صعب، ولكن الذي أراه حتى يسهل التطبيق هي الإرادة والمثابرة والتأكد من أن التميز والتفوق هو مطلب سامٍ ومفرحٌ إن شاء الله للشخص ولأسرته، وأسأل الله تعالى أن يأتي اليوم الذي تفرحين فيه بنجاحك مع أسرتك.
وكم أنا سعيدٌ جداً أنك تهتمين بأمور الأمة، وأنك حريصة على حفظ القرآن، ومن تكن هذه هي أمنياته وتوجهاته فسوف ييسر الله له أمره .. أسأل الله أن ييسر لك أمركِ، وأن تكوني من المتميزين والمتفوقين.
وبالله التوفيق.