اختلاف الزوجين في تربية الأبناء
2006-12-20 13:23:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم:
مشكلتي الاختلاف في التربية مع زوجي، لدي طفلتان الكبرى 8 سنوات، دائماً نختلف في التربية وطرقها، حتى أبسط الأشياء، أنا لا أزكي نفسي لكن هو مخطئ في أكثر الأحوال.
أنا أعرض طرقي على الغير فيوافقوني، وأقرأ في كتب التربية، وأطبق الطرق المعقولة، لكن هو يرفضها، لا أريد أن يحصل التناقض أمام طفلتي؛ لأنه غير جيد، ويؤثر على نفسيتيهما.
ذات مرة طلب من ابنتي أن تحضر شيئاً من السيارة في وقت الظهيرة، أنا خفت عليها من كثر ما أسمع عن الاختطاف، فقلت له لا تتركها وحدها، إما أن تنتظرها أو تذهب أنت، فصرخ وقال أنت تعلمينها الخوف، حاولت أن أفهمه أنها فتاة يجب أن نحافظ عليها، وماذا سنستفيد إذا حصل المكروه - لا قدر الله - دون فائدة، وهذا أمامها، خرجت وهي تنظرالإنترنتكأنها تقول أنا خائفة! لا أريد أن أخرج.
ساعدوني في إيجاد حل وسط وإفهام زوجي الحل الصحيح.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنحن نتمنى أن لا يظهر الاختلاف في وجهات النظر أمام الأطفال، ومن الضروري الابتعاد عن الخصام والجدال، ونسأل الله أن يصلح لكما النية والعيال، وأن يلهمكم طاعة الكبير المتعال، ومرحباً بكم في موقعكم ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يبارك الآجال.
وأرجو أن تتفقوا على منهج موحد وخطة مرتبة للتربية؛ فإن التناقض في التوجيهات يضرب الأبناء والبنات، مع ضرورة أن تتفهمي نفسية زوجك وتتعاملين معه على ذلك الأساس.
أما بالنسبة للموقف المذكور فكان ينبغي تذهبي مع طفلتك إلى السيارة أو تقفي لها في منتصف الطريق، فإذا جاء الليل تحاوري زوجك حول الأسلوب المناسب، ولكن جاء الاعتراض الذي حصل أمام الطفلة كان خطأ كبيرا، وأسوأ من ذلك شعور الطفلة بالخوف، ولا أظن أن الأمر كما تتصورين مع ضرورة أن يعرف الرجل طبيعة أهل زمانه، وذلك لأن التربية على الخوف خطأ كما أن التهاون والتهور خطأ.
وأرجو أن تحذري طفلتك من الوقوف إلى جوار أشخاص لا تعرفهم، وعدم الركوب في سيارة لا يكون صاحبها من محارمها وأهلها، وحاولوا تربيتها على الصراحة الوضوح، وأعطوها جرعات كافية من العطف والأمن، وأسأليبها عن كل شيء يضايقها، واهتموا بكلامها وأسئلتها.
ولست أدري ما هي الطرق التي حصل عليها الاختلاف بينكما، وأحسب أن الأمر يحتاج إلى حوار هادئ بينكما بعد نوم الأطفال بعيداً عن أعينهم وآذانهم، ولا تناقشيه إن أخطأ أمام الأطفال حتى لا تتحطم صورته كأب وقائد للمنزل، وحرضي بناتك على بره، كما أرجو أن يشجعهن على طاعتك وحاولي توفير الجرعات الناقصة.
ونتمنى أن تحاولي متابعة بناتك من على البعد، فأننا لا تضمن بقاءنا، ولذلك من الأصلح أن نمنح أطفالنا مقدارا من الحرية والثقة المشوبة بالحذر، فالأم التي تخرج وراء طفلها من حجرة إلى أخرى، وتحاول أن تفرض وصايتها، وعطفها الزائد على أطفالها تحرمهم من فرص الاحتكاك مع المجتمع.
وفي الختام نوصيك بتقوى الله ونشكر لك هذا الحرص على حسن التوجيه وكم نحن سعداء بك وبأمثالك من الفاضلات، ونحن نعوّل – بعد الله - على أخواتنا الفضليات في إعادة أمجاد أمتنا.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد ولزوجك الخير والرشاد.