حسن الخلق وأثره على حسن العشرة الزوجية
2007-01-16 08:58:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعتذر بأني كتبت السؤال مرتين، ولكنني شعرت بأنه يجب أن أضيف بعض النقاط لكي أحصل على النصيحة كاملة، لذا أرجو منكم أن تعذروني.
أنا فتاة عُقد قراني منذ فترة بسيطة على شاب خلوق وطيب، ولكنه - وللأسف الشديد - صريحٌ بدرجة كبيرة، وأحياناً يقوم بإيذائي ببعض كلماته، وفي بعض الأحيان تصدر منه كلمات تؤلمني كثيراً كنعته لي بحيوان مثلاً، فقمت بتنبيهه ولكنه اعتذر وأكد لي بأنها كلمات تصدر منه بطريقة عفوية.
كما أنني لاحظت عليه أنه عنيدٌ جداً، يستمع إلى آرائي ولكنه لا يأخذ بها، وأعتقد بأن سبب ذلك أنني أكبره بسنة واحدة ويريد فرض آرائه وإثبات رجولته، مع العلم بأنه يؤكد لي عكس ذلك، ويطلب مني دائماً إبداء رأيي ولكن كما ذكرت لا يعمل بها.
وقبل الزواج علمت من خلال أمه بأنه شخصٌ ملتزم، ويصوم يوم الإثنين والخميس، وغيرها من الصفات، ولكن بعد الزواج اتضح لي عكس ما قالته تماماً، وهذا الشيء كون لدي شعوراً سلبياً تجاهه، مع العلم بأنني لم أشعره بهذا الشعور.
كما أنني حريصةٌ جداً على طاعته وإرضائه، ومحاسبة نفسي على كل كلمة أقولها له.
أرجو نصحكم لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأمــــل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أحسنتِ باحترامك لمشاعره، ونسأل الله أن يعينكِ على تغييره، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وشكراً لك على سؤالك، ونسأل الله أن يصلح حاله وحالك.
وقد أعجبني وصف زوجك بأنه خلوقٌ وطيب، ولا يعرف الفضل إلا أولو الفضل، وإذا غلبت الإيجابيات على السلبيات فذاك فضل من رب الأرض والسماوات، ومن الذي ما أساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وكفى بالمرء نُبلاً أن تُعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
وأرجو أن تعلمي أن المرأة تستطيع أن تؤثر على زوجها، لأنها تملك قدراتٍ عالية على التأثير، فاجتهدي في الإصلاح والتغيير، وأبشري بالثواب الجزيل والخير الكثير.
وأما بالنسبة لكلماته الجارحة فنحن نتمنى أن يتركها، كما أرجو أن تُعطيه فرصة وتقبلي اعتذاره حتى يحصل التحسن المطلوب، وحبذا لو علم الرجال أن أَولى الناس بلطفهم وإحسانهم وحسن تعاملهم زوجاتهن، والأسوة القدوة في ذلك رسوله الله صلى الله عليه وسلم القائل: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان ينبغي أن يتبع الصواب والحق، ولا فرق بين أن يكون ذلك من رأيه أو من رأي زوجته، وإذا كان زوجك يشاورك فتلك محمدة، وعليه أن يفعل الصواب الذي يُرضي الوهاب، ويوافق السنة والكتاب، ولا مانع من مساعدته على تحقيق رجولته وقوامته بحسن طاعته والتبعل له، وأنت أول من ينتفع بقوة شخصيته.
وأرجو أن تتركي ما قالته والدته جانباً، وتجتهدي في معاونته على البر والتقوى، فربما كانت والدته صادقة، وربما كانت مبالغةً في كلامها، ولا تقولي له قالت أمك وقالت، ولكن كوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له أمةً يكن لك عبداً، واحفظي عينه وسمعه، فلا يرين منك القبيح، ولا يَشُمنَّ منك إلا أطيب الريح.
ولست أدري ماذا تقصدين بقولك صريح، فإن الصراحة في التعامل مطلوبة، ولكن ليس من الصواب فتحُ الملفات القديمة بدعوى الصراحة، ولكل شيء حدود.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، فإن الله سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
ونسأل الله أن يؤلف بين القلوب ويغفر الذنوب.
وبالله التوفيق.