حرص الشباب على الفتاة التي تحافظ على حيائها.
2007-01-31 09:50:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكركم على كل المجهودات التي تقومون بها في سبيل نصح الشباب وإرشادهم لطريق الحق، أما بعد:
فمشكلتي تتلخص في أني تعرفت على شاب عبر النت في غرفة الشات، وهو شخص خلوق ويخاف الله، وهو من نفس بلدي ولكنه يدرس في أوروبا، وعندما نتحدث عبر النت نلتزم بالأخلاق ولا نتعدى الحدود، فنحاول فقط أن يتعرف كل منا على شخصية الآخر.
وأحس أنه يحترمني كثيراً، ويود أن نتعارف في نطاق الاحترام، ولكنه لا يفكر في الارتباط رسميا -خطوبة- إلا بعد أن يكمل دراسته ويعمل، أي بعد سنتين على الأقل، وكذلك هو يرفض أن يتقدم لخطبة أي فتاة قبل أن يتعرف عليها هو وعائلته أيضاً في البداية، فهو لا يريد التقدم لأهل البنت إلا بعد أن يكون قد تعرف عليها جيداً -في نطاق المعقول- واتفقا في الأفكار، فأود أن أعرف هل حديثي مع هذا الشاب حلال أم حرام؟!
مع أني كما قلت نيتنا صادقة، هدفنا أن يتعرف كل منا على شخصية الآخر فقط، ولو اتفقنا في أهم النقاط يصبح الارتباط رسمياً إن شاء الله، ومع العلم أني لا أريد أن أخسره؛ لأنه شاب خلوق ونتفق في العديد من الأفكار.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النية الصادقة وحدها لا تكفي للدخول في مشروع التعارف المذكور، والبدايات البريئة لا تضمن سلامة النهايات، والشيطان يستدرج ضحاياه، فاتقي الله في نفسك وفي هذا الشاب، واعلمي أن حديث الشات يقوم على المجاملات، ويركز على الإيجابيات دون السلبيات، وقد يحدث تعارف لكنه سطحي، وما أكثر الضحايا وخاصة من الفتيات فإن الغواني يغرهن الثناء.
وأرجو أن تعلمي أن التوسع في المكالمات والمراسلات والممارسات العاطفية خصم لسعادة الإنسان الأسرية، مع ما في كل ذلك من مخالفات لشريعة رب البرية، قال تعالى:(( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63]، ولست أدري ما هو موقفك إذا حصل التعلق، ورفض أهل الشاب زواجه منك، أو رفض أهلك، أو تعطل مشروع الزواج بعد حصول التعلق المحرم؟
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبعدم السير في هذا الطريق المظلم، واعلمي أن معظم الشباب يريدون قضاء الأوقات، وأن الطلاب المبتعثين تجهز لهم أسرهم شريكات المستقبل، وقد لا يعجبك بعد رؤيته أو العكس، فإن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وفي الختام: نشكر لك هذا السؤال الذي يدل على حرصك على الخير، ونرحب بك في موقعك، ونؤكد لك أننا نحرص على فتياتنا أكثر من حرص كثير من الآباء والأمهات، ولا عجب فنحن لا نملك أغلى من شبابنا الذي نؤمل فيه بعد الله الأمل الكبير.
وأما بالنسبة للحكم؛ فإن نوع الكلام هو الذي يحدد حكمه من الناحية الشرعية، بالإضافة إلى طريقة الكلام، علماً بأن الشاب يجرى وراء الفتاة التي تحافظ على حيائها، ويهرب من التي تتوسع معه في الكلام وتتجاوز الأعراف والعادات، وتؤسس العلاقات من وراء ظهر الآباء والأمهات.
وبالله التوفيق والسداد.