فتاة مخطوبة متعلقة بشاب عرفته من النت
2004-06-19 12:23:52 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاةٌ متدينة، لم أسمح لنفسي بإقامة أي علاقة غرامية مع أي شاب ولو بمجرد النظر، من مبدأ ديني أولاً، وثانياً لأني أريد أن يكون زوجي هو الإنسان الأول في حياتي، أنا لا أدخل الشات ولا أقوم بمحادثة الشباب، ولكني منذ 4 أشهر تعرفت على شخص بالشات، وهو غير متدين، أردت مساعدته فقط، ويعلم الله أني فعلت ذلك لوجه الله، ولكني لم أسمح له برؤية صورتي أو سماع صوتي، تعلقت به كثيراً، عرض علي الزواج ولم أقبل لأنني متدينة وهو لا يصلي، ولا أعتقد أننا سنتفاهم، تقدم لي شخص يمتلك كل المواصفات التي أريدها، والآن أنا مخطوبة له وأحبه، ولكن المشكلة أني لا أستطيع أن أترك الأول، حاولت كثيراً، ودعوت الله لكني لم أستطع.
أحس أنني أرتكب حراماً، مع أني لم أسمح له بقول أي عبارات غرامية، فكل ما في الأمر أنني أطمئن على أخباره وأنصحه، وهو كذلك، وبالطبع لا أستطيع إخبار خطيبي بذلك لأنه لن يستوعب شكل العلاقة، فأنا متعلقة به كثيراً، لا أعلم لماذا!
وسؤالي: هل آثم على استمراري بمحادثة ذلك الشاب؟ وماذا أفعل؟ لأن حالتي النفسية سيئة، فأنا أشعر بأن الله أكرمني بخطيبي، ولا أريد أن أفعل شيئاً يغضب الله.
أرجو المساعدة، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الكريمة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله أن يرزقك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته .
فأرجو أن تتوقفي عن محادثة ذلك الشاب في أسرع وقت، واجعلي هذا الموضوع سراً لا يطلع عليه أحد من الناس، واستغفري لما مضى، واعلمي أن الشات من حبائل الشيطان الذي يأمر بالفحشاء والمنكر ويزين القبيح من العمل، وربما خدع الإنسان فأدخله في المعصية عن طريق بعض أبواب الخير، وأحذرك من إعطاء هذا الشاب أي تفاصيل عن حياتك الخاصة أو عنوانك أو صورتك؛ حتى لا يستخدم هذه المعلومات في إلحاق الضرر بك، وقد يهددك بالفضيحة، وعِرض الفتاة كالثوب الأبيض لا يحتمل الدنس والأوساخ، وكما قيل: (إن البياض قليل الحمل للدنس).
والصواب أن تحافظي على أدبك والتزامك، وقد أعجبتني رغبتك في أن يكون زوجك هو الإنسان الأول في حياتك، وهذا وصف كمال في المرأة، وبه وصفت نساء أهل الجنة، فقال تعالى: (( قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ))[الصافات:48] أي تقصر بصرها على زوجها، فهو الأول والأخير في حياتها، واعلمي أن كل علاقة خارج الإطار الشرعي تكون مصدر شؤم وشكوك في المستقبل: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63].
أما شدة التعلق بذلك الشاب، فالسبب في ذلك هو وجود الشيطان، وحرصه على استمرار هذه العلاقات المشبوهة، والشيطان يأخذ الإنسان إلى التهلكة خطوةً خطوة، ولذلك كان التعبير القرآني: (( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ))[البقرة:168] وهذا العدو حريصٌ على تزيين القبائح من الأعمال، قال تعالى: (( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ))[الأنفال:48].
فانتبهي يا فتاة الإسلام، ولا تخبري الزوج مستقبلاً حتى لو طلب منك الحديث عن الماضي؛ حتى لا يفقد الثقة فيك، ولستِ ملزمة من الناحية الشرعية بنصح الشباب والسؤال عن أحوالهم، ففي الدعاة من الرجال كفاية، وحاجة الطالبات والزميلات إلى النصح والتوجيه أكثر، فاجتهدي في الدعوة إلى الله، وكرري اللجوء إلى الله، وابتعدي عن (مواقع الشيطان نت) كما يسميه بعضهم، واشغلي نفسك بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، وحتى ينصرف الشيطان وتسعدي بالطمأنينة التي لا توجد إلا في رحاب الذكر والطاعة (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28].
واعلمي أنه لا خير في رجل لا يصلي، ولا تنخدعي بعباراته، فكم خدع السفهاء من النساء، (والغواني يغرهن الثناء)!
وهؤلاء الشباب ممثلون بارعون، فإذا وجدوا فتاة متدينة تأدبوا معها حتى يصلوا إلى غايتهم الخبيثة، وإن صادفوا سفيهة ركبوا معها موجة الفسق والفساد.
واحمدي الله على الخطيب الذي طرق بابكم وطلب يدك من أهلك، فاصرفي قلبك للخير والحلال، وتجنبي مواقع التهم والفساد، وشكر نعم الله إنما يكون بطاعته وحسن عبادته.
أسأل الله لك السداد والرشاد، والله الموفق.