القلق والتوتر بسبب الخوف من الدراسة
2007-02-06 09:02:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي في السنة الثالثة من كلية الصيدلة.
مشكلتي هي أنني لا أستطيع أن أدرس بالأسلوب الذي أنا أجده صحيحاً وأرتاح له، حيث كلما أردت أن أدرس بدأت مشاعر الإحباط والخوف من الدراسة تحيط بي، فأصبح قلقاً متوتراً لا أستطيع التركيز على الدراسة، وسبب هذه الأفكار هو زملائي في الكلية، حيث أنهم كثيرو التذمر من المواد، وكثيرو التخويف من مواد الكلية.
ما هو الحل من وجهة نظركم التي أثق بها؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصواب هو أن تذاكر بالطريقة التي تناسبك ولا تتأثر بما يصدر عن زملائك من تذمر وضيق، واعلم أن صعوبة مواد الدراسة لا تزول بالشكوى والكسل، لكنها تزول بالعمل ثم التوكل على الله عز وجل ثم التوجه إلى مفهم سليمان ومعلم داود عليهما السلام، ومتعة العلم في فتح معانيه وتوضيح غامضه، ولذلك قال الشافعي رحمه الله :-
وتمايلي طرباً لحل عويصةٍ ** في الدرس أشهى من مدامة ساقي
فأيقظ همتك بالإيمان والاستعانة بمن خلق الإنسان وعلمه البيان، وتجنب الذنوب والعصيان، فإنها سبب لكل صعوبة وافتتان، وإن العبد ليحرم الزرق بالذنب يصيبه وإن الخطيئة تنسى العلم كما قال ابن مسعود رضي الله عنه، وقد أحسن الشافعي في قوله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال أعلم بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
وإذا صعب على طالب العلم فهم الدرس فعليه أن يتبع الخطوات التالية:
1- اللجوء إلى من بيده كل خير.
2- الإكثار من الاستغفار كما كان شيخ الإسلام ابن تيمية يفعل الذي كان ربما استغفر ألف مرة حتى يفتح له.
3- استحضار العقل وحشد طاقات الذهن والسؤال عن كل ما يشكل، وقد قيل لابن عباس رضي الله عنه بم نلت العلم فقال: بلسان سؤول وقلب عقول.
4- الاستفادة من البكور والأوقات الفاضلة، والبكور والأصيل أفيد في الحفظ ومنتصف النهار أحسن في الفهم.
5- اختيار المكان الهادئ والجليس المجتهد المطيع لله.
6- تحديد نقاط الضعف والتركيز عليها والاهتمام بحفظ المصطلحات العلمية.
7- الاهتمام بأدوات الفهم والأشياء المساعدة كاللغة.
8- إشراك أكثر من حاسة في الفهم والمراجعة.
9- تنظيم الأوقات.
10- بر الوالدين وصلة الرحم ومعاونة الضعفاء من الجيران والإخوان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة احترام المعلمين، والتأدب معهم، فإن ذلك يجعلهم أكثر حرصاً على مساعدة طلابهم، وأرجو أن تستمع إلى الجادين ولا تركن إلى الخاملين، واعلم أن في الطلاب من لا يظهر حقيقته لإخوانه، ربما قرأ وذاكر وأدعى غير ذلك، والمؤمن يحدث بنعمة الله وشكر ما أولاه سبحانه لينال بشكره المزيد.
واعلم أننا ننجح ونسعد بطاعتنا لله، وبمواظبتنا على ذكره وشكره.
ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك وشكراً لك على سؤالك.
وبالله التوفيق.