كيفية التعامل مع المراهق الذي يعزف عن الدراسة ويرغب في النزول إلى سوق العمل
2007-03-07 12:29:50 | إسلام ويب
السؤال:
ابني في الصف الحادي عشر، كان من أذكى الطلاب ومعدلاته مرتفعة حتى الصف التاسع، وعندها أصبح يتغيب عن المدرسة باستمرار، ولا يسمع نصيحة الكبار، ويطالب بباص للعمل عليه وترك المدرسة، حتى أنني لا أستطيع التعامل معه، حتى والده لا يستطيع أن يتكلم معه، ودائماً عصبي المزاج، ولا يحب أن يجلس في البيت.
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم غيث حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن لهذا التغير الحاصل أسباب، وإذا عرف السبب بطل العجب، وسهل إصلاح الخلل والعطب، فمن هم أصدقاء هذا الفتى؟ وكيف تتعاملون معه في ناحية الدرهم والدينار؟ وهل الأسرة تواجه صعوبات اقتصادية؟ وهل بينكما خلافات ظاهرة؟ وهل يوجد من أقاربكم من ترك الدراسة ودخل الحياة العملية؟ وهل كنتم تعلنون فرحكم بنجاحه؟ وهل عنده في المدرسة مشاكل، وما هي المواد التي لا يحبها؟ وهل قام والده بزيارة للمدرسة؟ وهل هناك تعاون وتفاهم وتواصل بينكم وبين المدرسة؟ وهل كنتم تمارسون الشدة في تربيته؟
ولا شك أن هذا الشاب في سن لا تصلح معها طريقة التعليمات والأوامر، ولكن الحوار الهادئ والإقناع واحترام الرأي، ومنحه مقدارا من الثقة في نفسه سوف يساعدكم بعد توفيق الله في الوصول حل، كما نتمنى محاولة عزله عن الأصدقاء المهملين في دراستهم لأن أثرهم عليه كبير.
وأرجو أن تبينوا له أن العمل موجود في كل الأوقات، ولكن الدراسة لا يمكن أن يعوضها الإنسان إذا أهملها وفرط فيها، كما أن النجاح في الدراسة من أسباب الحصول على الرزق بسهولة.
ولا يخفى عليك دعاء الوالدين أقرب للإجابة، فاجتهدوا له في الدعاء وحاولوا الاتفاق على منهج موحد في التوجيه، وحبذا لو اجتهد الوالد في الاقتراب منه واتخاذه صديقاً، كما يمكن أن يقترب منه أعمامه وأخواله وخاصة الناجحين في دراستهم وحياتهم.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والحرص على طاعته، ونسأله أن يكتب له النجاح، وأرجو أن يحافظ على أذكار الصباح والمساء، وقراءة الرقية الشرعية؛ فإن العين حق، ونسأل الله أن يصلح الأمور وأن يغفر الذنوب.
وبالله التوفيق والسداد.