محتارة بي بين العودة لأهلي أو مواصلة الدراسات العليا؟
2007-04-16 10:32:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا فتاة أكملت تعليمي والحمد لله من جامعة الأزهر، وبعد الانتهاء من تعليمي أردت السفر إلى بلاد أبي، حيث أنه من الخارج، وكنت قد ذهبت إلى هذا البلد قبل ذلك مع أبي، المهم أني كنت مقيدة على منحة دراسية، وأمامي خياران:
الأول: هو أن أكمل مرحلة الدراسات العليا، وأستمر على المنحة، والثاني: أن آخذ التذكرة وأسافر إلى بلد أبي.
ومع شغفي بالسفر، وشغف الجميع الذين كانوا مقربين لي، اخترت الخيار الثاني، وهو السفر، المهم أن أخي هناك، وكان دائماً يشتكي من الغربة، على الرغم من الربح المادي الذي يكسبه، المهم أن أخي على الرغم من ذلك يلح علي بالمجيء لانتظاره، ماذا سأفعل في هذا البلد؟
أمي وأبي فرحان بقرار السفر، وسوف يسافر أحدهما معي، أما أنا فأخاف من الغربة؛ لأني شخصية اجتماعية جداً جداً، وأخاف أن أفشل! مع أني أريد أن أكمل تعليمي، وآخذ الدراسات العليا من هناك، أو أريد أن أشتغل وأكسب ربحا جديدا بحلال الله، والسؤال: ماذا علي فعله في بلاد الغربة ولكنها بلاد الله؟
وهل أنا مخطئة في تصرفي هذا؟ ولكني كنت لا أستطيع أن أدرس هنا؛ لأن الدراسة أكثر من صعوبة، وقد مللت؛ فهل أرتب حياة جديدة لنفسي؟ أنا أحياناً أكون في قمة التفاؤل، وأريد أن أعمل المستحيل، وأحياناً أخرى أكون في قمة اليأس، ولا أستطيع أن أفعل شيئاً، فماذا أفعل حتى أستقر على حالة من الثبات النفسي؟
أفيدوني بما يجب علي فعله بنصائح ألتزم بها إن شاء الله.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ؟؟؟؟؟ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الخير في القرار الذي يفرح به والداك، ويلم شمل ذلك الأخ، ويؤنس وحدته، وتستطيعين أن تؤسسي علاقات اجتماعية جديدة، هذا هو النجاح في هذا الجانب؛ لأن الناس في الدنيا يجتمعون ويتفرقون وتبقى بعد ذلك الذكريات الجميلة، والأعمال الصالحة، ومقدار كل امرئ ما قد كان يحسنه، والمسلمة تترك من بعدها سيرة عطرة، وتلك أمنية للأخيار قال تعالى: (( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ))[الشعراء:84].
أما ما يحصل لك من تأرجح في العواطف والنواحي النفسية فهو أمر طبيعي لإنسان يريد أن يتخذ قرارا مصيريا وهاما بهذه الدرجة، ولكن المسلمة تقطع ترددها بصلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وعليك بمشاورة الصالحات والعقلاء الفضلاء من محارمك، ثم توكلي على من بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
وإذا كان الأخ سوف يكون معك فهو محرم، وكل منكما سوف يحتاج للآخر، ونسأل الله أن يردكم غانمين سالمين، وأن ينفع بكم الإسلام والمسلمين.
وأرجو أن تجعلوا همكم الدعوة إلى الله، وإظهار شعائر الإسلام، والمحافظة على الآداب والأحكام.
وهذه وصيتي لكما بتقوى الله ومراقبته، ومرحباً بكم في موقعكم، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمركم.
وبالله التوفيق والسداد.