إرشادات طبية للتخلص من نوبات القلق المصحوب بسوء الهضم والأرق
2007-06-17 11:56:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته .
أصبت قبل تسع سنوات بحالة قلق، تتمثل في إحساسي بكتمة في النفس وخفقان في القلب وجفاف في الفم، بعدها أصابني الخوف الشديد، وأصبحت أتردد على الطوارئ، وعملت تخطيطاً للقلب وكشفاً كاملاً عدة مرات، وأفادوني بأني سليم، استمرت معي هذه الحالة سنة تقريباً، حتى أيقنت أن مرضي هو قلق، فأصبحت أحاول أن أتجاهل الأعراض وأن لا أعطيها أي اهتمام.
تحسنت حالتي، بعدها عادت لي الحالة مرةً أحرى، فكررت نفس السيناريو، ثم تحسنت بعد أن توظفت وتزوجت والحمد لله، ولكنها لا زالت تأتيني في السبع سنين الأخيرة بطريقه خفيفة جداً ولكنها تركت لي بعض الآثار، ومنها:
1- أصبحت خائفاً وقلت جرأتي .
2- أصبحت أحس وكأن رأسي معبأ بالهواء دائماً، مما يعيقني عن التركيز، علماً بأني عملت أشعة مقطعية وكانت سليمة.
3- سو ء هضم + انتفاخ أعلى البطن.
4- لا أشعر بالنعاس مهما سهرت أو تعبت إلا نادراً، حيث أني لا أنام إلا بعد معاناة، وقد أخذت علاج فلونكسول نصف مليجرام مساءً، بعدها تحسنت قليلاً، ولكن المشكلة موجودة.
5 -ضربات قلبي قوية وسريعة، وأحسها في صدري ورأسي ويدي.
أرجو منك -يا دكتور- أن تكتب لي أربعة أو خمسة علاجات، ولتبدأ بالأفضل فالأفضل؛ لأني في قرية، ولا يوجد لدينا سوى صيدليه واحدة.
أرجو منك -يا دكتور- التفصيل في فقرة ( 4-3-2) وهل القلق الذي أصابني هو السبب؟ وجزاك الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أيها الأخ الكريم! بدأت معك الحالة في شكل نوبةٍ حادة من نوبات القلق، وهذه تعرف بنوبة الهرع، ونوبة الهرع هي في الواقع قلق شديد مصحوب بأعراض جسدية شديدة أيضاً، وهذه الحالات تنتهي وتنقشع، ولكن بعد ذلك قد تتكرر، أو قد يستمر الإنسان في مرحلة من مراحل القلق المستمر، وإن كان أقل حدة من النوبة الأولى.
فإذن أخي، الأمر -إن شاء الله- بسيط جداً، رغم إيماني وقناعتي بأن القلق –بالطبع- مزعج ولكنه ليس خطيراً.
هذه الأعراض التي ذكرتها في الخمس نقاط التي وردت في رسالتك تؤكد التشخيص الذي ذكرته لك، أنت لديك الأعراض النفسية، وكذلك لديك الأعراض الجسدية للقلق النفسي.
هذا الإحساس كأن رأسك معبأ بالهواء هو ناتجٌ من القلق، ويُعرف عن القلق أنه يضعف التركيز؛ وذلك لأنه يشد انتباه الإنسان إلى أشياء انصرافية تتمركز حول التفكير في القلق نفسه، ولذا بالطبع لا يجد الإنسان الفرصة ليركز أكثر على الأمور الأكثر أهمية.
فقولك: (وكأن الرأس معبأ بالهواء) هذا ناتج من انقباض العضلات الخارجية للرأس، فهنالك عضلة فروة الرأس، وهي عضلة كبيرة جداً تؤدي إلى هذا الشعور بالثقل أو كأن الرأس معبأ، وهنالك من يأتيهم أيضاً نوع من الصداع البسيط وهكذا .
إذن أيها الأخ الفاضل هي أعراض جسدية للقلق.
لا شك أن سوء الهضم وانتفاخ البطن من أهم الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق، وبعض الناس يشتكي من تجمع الأحماض، بعضهم يشتكي من أعراض القولون العصبي؛ وذلك لأن هذه العضلات، أي عضلات البطن والقولون هي من العضلات المستهدفة بالنسبة للقلق، يحصل فيها انقباض وتوتر، وهذا يظهر في شكل الأعراض من النوع الذي حدث لك.
بالنسبة للنقطة الرابعة، لا شك أن القلق من أعراضه أيضاً صعوبة في النوم، وتكون هذه الصعوبة غالباً في بداية النوم، أو يكون النوم نوماً سطحياً وليس نوماً عميقاً ومشبعاً، ولا يحس الإنسان أيضاً بأنه نشط بعد هذا النوم، وحتى النقطة الخامسة وهي (ضربات القلب قوية وسريعة) هذا بالطبع أيضاً ناتج من القلق والتوتر؛ لأن زيادة إفراز مادة الأدرانلين ونشاط الجهاز السمبساوي يؤدي إلى هذا العرض، وبالطبع أيضاً تركيزك عليه يؤدي إلى ذلك .
أيها الأخ الفاضل! أنا حقيقةً أنصحك بالرياضة، فالرياضة سوف تُساعدك كثيراً، وكذلك تمارين الاسترخاء، خاصةً تمارين التنفس.
أما بالنسبة للأدوية، فإنه توجد مجموعة طيبة جداً من الأدوية، وأنا في رأيي أحسن دواء سوف يُساعدك هو العقار الذي يعرف باسم سبراليكس، وجرعته هي 10 مليجرام ليلاً، وأعتقد أنها سوف تكون كافية بالنسبة لك، وعليك أن تستمر عليه أربعة إلى خمسة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تتوقف عنه.
الدواء الثاني: من ناحية الأفضلية هو زيروكسات، فالزيروكسات أيضاً يعتبر دواء جيد جداً، وجرعته هي نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، وتستمر عليها لمدة خمسة إلى ستة أشهر، ثم تخفضه إلى نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه.
الدواء الثالث: في الاختيار هو زولفت، وجرعته هي حبة واحدة ليلاً 50 مليجرام لمدة خمسة إلى ستة أشهر، ثم يمكن أن تتوقف عنه.
الدواء الرابع: هو موتيفال، وتتناوله بجرعة حبة صباح ومساء لمدة أربعة أشهر، ثم حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم يمكن أن تتوقف عنه.
الدواء الخامس هو: بوسبار، وجرعته هي 5 مليجرام صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 10 مليجرام صباحاً ومساءً، علماً بأن البوسبار يُعتبر من الأدوية الجيدة لكنه بطيء ويتطلب الصبر.
لا شك أن الفلونكسول أيضاً من الأدوية الجيدة جداً، وهنالك دواء قديم يعرف باسم تربتزول، هذا أيضاً يعتبر جيد، ويتميز بأنه يحسن النوم بصورةٍ ملحوظة، وجرعته هي 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى50 مليجرام ليلاً، وتستمر عليه لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى25 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله .
يتميز التربتزول كما ذكرت لك بأنه محسن فعال للنوم، وفي ذات الوقت يفتح الشهية للأكل بصورة معقولة.
يُعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى الشعور بالجفاف في الفم، وكذلك ثقل في العينين في الأيام الأولى للعلاج، ولكن هذا العرض يختفي بالتدريج .
أخي! عليك أيضاً بتنظيم النوم، وأن لا تتناول أياً من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والببسي بعد الساعة السادسة مساءً، كن حريصاً وتجنب النوم النهاري، لا مانع بالطبع من القيلولة، حاول أن تتناول حليباً دافئاً، كذلك الحرص على أذكار النوم يساعد كثيراً.
إذن أخي، هذه هي الخيارات الدوائية، وعليك اتباع هذه الإرشادات النفسية البسيطة التي وردت في هذه الرسالة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء والعافية .