لا أريد أن أقضي بقية عمري عانسًا، فماذا أفعل؟
2023-03-27 03:11:43 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب هذه المشكلة غير معروفة وغير واضحة لدي ولدى جميع من حولي، فالحمد لله الذي أغدق علي نعمة الصحة والعلم والأخلاق والأسرة الطيبة المتدينة، والشكل المقبول، كما أنني أستطيع الباءة كوني أملك مسكناً خاصاً بي وعملاً شريفاً محترماً، إلا أنني خجولة لا أحسن كثرة الحديث ومدح نفسي أمام الناس.
أنا لا أطلب منكم محاولة معرفة الأسباب وتعريفي بها، ولكن أريد حلاً عملياً كإعطائي مواقع إسلامية تكون على قدرٍ من الثقة تهتم بتزويج الشباب أو تعريفي بمسلم، وجزاكم الله عني وعن والدي كل خير.
لدي رغبة كبيرة لتحقيق نصف ديني، وأن لا أقضي بقية عمري عانساً مثل أختي التي تبلغ حالياً 50 سنة ولم تتزوج.
أرجو المساعدة والدعاء، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatiha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنيئاً لمن اعترفت بأن الله أغدق عليها النعم من بيتٍ حسن ووظيفة ومال وعلم، ومرحباً بك بين إخوان هم لك بمنزلة الخال والعم، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يديم علينا وعليك النعم، وأن يحشرنا في زمرة نبينا المعظم.
لست أدري هل سبق أن رفضتم بعض من تقدم إليكم أم لا؟ وكيف هي طبيعة علاقتكم مع أرحامكم ومع الناس؟ وهل لكم مشاركات وحضور اجتماعي أم لا؟ هل هناك أسباب ظاهرة قد تكون لها علاقة بعدم زواجكم، وتعتقدين أن تميز أسرتكم يشكل حاجزاً بينها وبين بقية الأسر والناس؟ وهل لك إخوة ذكور؟ وأين هم إن وجدوا؟
لا شك أن الإجابة على هذه التساؤلات ستُعطي الكثير من الإضاءات، والموفق هو رب الأرض والسماوات.
أرجو أن أضع بين يديك هذه التوجيهات:
1- عليكم بكثرة اللجوء إلى الله، فإنه يجيب من دعاه.
2- إظهار ما عندكم من تميز في أوساط الصالحات؛ وذلك لأنه لكل واحدة منهن أخ أو ابن أو محرم يبحث عن الفاضلات ليختار منهن شريكته.
3- إعلان النوايا الحسنة والرضا بالقليل، ويؤسفنا أن بعض الأخوات تعطي إشارات سالبة، مثل قولها: (لا خير في الرجال) الزواج عذاب، لا أريد سيطرة الرجال (الرجال خائنون).
4- عدم رفض من يتقدم إذا كان عنده الحد الأدنى من التدين مع قابلية التحسن والسير إلى الأمام.
5- بر الوالدين وطلب الدعاء منهما، والإحسان إلى الأرحام؛ فإن في ذلك سعة في الرزق، ونيلًا للخيرات.
6- السعي في حاجة الضعفاء والأرامل والأيتام، ليكون في حاجتكن الرحمن الذي لا يغفل ولا ينام.
7- إدراك أن الخجل عيب، ولكن الحياء فضيلة، وهو خلق الإسلام وليس في إعلان الرغبة في الزوج الصالح مخالفة أو عيب، وقد أرسلت خديجة رضي الله عنها من تعرضها على الصادق الأمين، وعرض الفاروق حفصة على الصديق، وعلى ذي النورين، وأكرم الله حفصة بسيد الثقلين، فأصبحت من أمهات المؤمنين.
8- البعد عن المخالفات والمعاصي، فإنها سبب لحرمان الرزق.
9- كثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار.
10- تقوى الله في السر والعلن، فإنه سبحانه وعد أهلها بتيسير الأمور، وهو سبحانه (مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل:128].
11- الصبر والرضا بقضاء الله وقدره، فكما قال الله سبحانه: "لكل أجلٍ كتاب" واعلمي أن نعم الله وأن السعادة بالدرجة الأولى لا تنال إلا بطاعة الله، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وبالله التوفيق والسداد.