حالات ضيق النفس أثناء النوم وعلاقتها بالصحة النفسية وكيفية علاجها
2007-07-15 09:11:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبلغ من العمر 20 عاماً ولست متزوجة ولا مخطوبة، وأنا طالبة بمدرسة تحفيظ القرآن، وأريد أن أعرف الذي يحصل لي منذ خمس سنوات، هل هو ضيق أو شيء آخر، فأنا عندما أكون أتكلم وأمرح مع زميلاتي، وإذا رأيت موقفاً أو سمعت كلمة لم تعجبني أسكت لمدة ساعة، وفجأة لا أجد نفسي إلا أبكي.
وقد استمرت هذه الحالة ثلاث سنوات، وبعد ذلك خفت ولله الحمد، وخلال هذه السنتين ينتابني شعور غريب وهو أني عندما أكون نائمة فإذا مر أحد من جانبي أو لمس فراشي أقوم من النوم وأنا خائفة، وأحاول أن أصرخ وأقول دائماً: (بسم الله) (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) حين يدخل أحد الغرفة ويوضح لي أنه أحد من إخوتي فأهدأ، واستمرت معي هذه الحالة سنه تقريباً.
وأما بالنسبة لهذه السنة فإني عند النوم أكون عادية لا أحس بشيء، وأقرأ المعوذات والأذكار، وأضع رأسي وأنام، وفجأة على الساعة الواحدة وما وراءها أقوم من نومي وأنا أحس بأن شيئاً يقبض نفسي، وقلبي يخفق بسرعة كأنه الموت فلا أعرف التنفس جيداً، فأذهب أتوضأ وأدعو ربي إلى أن أهدأ وأنام.
وأيضاً أعاني من الأفكار السلبية في بعض المرات، وقد أصبحت حساسة، والكلام الذي لا يعجبني من أحد أفسره على مزاجي حتى يؤثر سلبيّاً علي.
فأتمنى أن تساعدوني، وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من تدرس القرآن وتُطيع الرحمن ستصل إلى السعادة والاطمئنان بتوفيق الملك الديان، فتعوذي بالله من الشيطان، واعلمي أنه عدوٌ لدود للإنسان، لكنه ضعيف وكيده إلى خسران، ولا سلطان له على أهل الذكر والإيمان، ومرحباً بك بين الآباء والإخوان.
وأرجو أن تعلمي أن لوجود الإنسان في جماعة ضريبة وثمن، وأن المؤمنة التي تخالط أخواتها وتصبر على أذاهن خيرٌ من التي لا تخالط ولا تصبر على الأذى، فاحملي كلام وتصرفات زميلاتك على أحسن المحامل والتمس لهن الأعذار.
وقد قال علي رضي الله عنه: (لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك شراً وأنت تجد لها من الخير محملاً)، وإذا صدر تصرف من زميلة ولم تعجبك فابحثي لها عن عذر، فإن لم تجدي لها عذراً فقولي لعل لها عذراً لا أعرفه.
ولا شك أن أفضل علاج للقلق والخوف والاضطراب والاكتئاب يكون بتلاوة الكتاب، وذكر وشكر الوهاب، ولعلك لاحظت آثار ذلك عليك، وإذا غضبت فعليك بالتعوذ بالله من الشيطان ثم بذكر الرحمن والسكوت عن الهذيان، والخروج عن المكان، وغسل أعضاء الوضوء ثم السجود للملك الديان.
وأنت ولله الحمد بخير فواصلي دراسة القرآن، واطلبي دعاء الوالدين، واجتهدي في صلة الأرحام والإحسان، وكوني في حاجة الضعفاء ليكون في حاجتك من لا يغفل ولا ينام.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ومرحباً مجدداً، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك.
والله الموفق.
_____________________________
انتهت إجابة المستشار الشرعي الشيخ د.أحمد الفرجابي، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على الطبيب النفسي د.محمد عبد العليم فأجاب قائلاً:
أسأل الله تعالى لك الشفاء وأن ينزل عليك الطمأنينة، وهذه الحالة التي تنتابك هي حالات ما يعرف بعصاب القلق، والقلق في الحقيقة هو طاقة نفسية مطلوبة في كثيرٍ من الأحيان؛ لأنه يحسن الدافعية لدى الإنسان ويجعله أكثر إيجابية، ولكن حين يزداد أو حين ينحرف عن مساره المطلوب يسبب بعض المضايقات، وقد يظهر في ظواهر مرضية مثل الذي حدث لك.
والذي يحدث لك هو نوبات من القلق المتقطع، وهذه النوبات بدأت كنوبات بسيطة ثم بعد ذلك تطورت وظهرت في شكل ما يعرف بقلق الرهاب أو الهرع، ويظهر ذلك في أعراض الضيق الشديدة وكذلك الخفقان وتسارع ضربات القلب، وكأن الموت قد دنا أو كأنك سوف تفقدين السيطرة على الموقف، وبالطبع يكون هناك ضيق في التنفس.
والذي أود القيام به بجانب ما ورد من إرشاد لك من الإخوة المشايخ وأنت إن شاء الله تكوني حريصة في تطبيق ما ورد في الإجابة المرفقة، عليك بجانب ذلك أن تحاولي أن تقتنعي أن هذا مجرد قلق، فهذا مهم جداً، فالإنسان حين يتفهم مشكلته يعتبر ذلك نصف الحل، وأرجو أن أؤكد لك تماماً أن هذا لا علاقة له بأي شيء من الأشياء التي تثار مثل الجن أو السحر أو العين، فهذا لا علاقة له بذلك تماماً، وأعرف أن أهلنا في سلطنة عمان لديهم الكثير من هذه المعتقدات التي شوشت على الكثير من الناس ووضعت صحتهم النفسية في مزالق سلبية.
والذي أود أن تقومي به بجانب التفهم لطبيعة المشكلة هو أن تمارسي ما يعرف بتمارين الاسترخاء، فهناك كتيبات وأشرطة توضح كيفية القيام بهذه التمارين، كما يمكن التدرب عليها بواسطة إحدى الأخصائيات النفسيات وليس الأطباء النفسيين، وعموماً إذا لم تتح لك الفرصة لمقابلة أحد الأخصائيات أو الحصول على أحد الكتيبات فأرجو أن تستلقي في مكانٍ هادئ وتفكري في شيء جميل، وأنت إن شاء الله من الذين يداومون على القرآن ويسعون لحفظه، وأسأل الله أن يزيدك في ذلك، فاستمعي إلى شريط لأحد المقرئين يكون بصوت منخفض، بعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، خذي نفساً عميقاً وبطيئا عن طريق الأنف، املئي الصدر بالهواء واجعلي البطن ترتفع قليلاً، وبعد ذلك اقبضي على الهواء في صدرك لمدة خمس ثوان، وبعد ذلك أخرجي الهواء وهذه هي مرحلة الزفير، وأخرجي الهواء بقوة وبطء أيضاً، ويكون ذلك عن طريق الفم، كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، وسوف تجدين فيها فائدة كثيرة إن شاء الله، وعليك أيضاً بممارسة الرياضة، وتعتبر رياضة المشي من الرياضات المفيدة جداً.
والجانب الآخر - يعتقد وهناك مؤشرات علمية قوية - أن القلق يتأتى من اضطرابٍ بسيط في كيمياء الدماغ المتعلقة ببعض الموصلات العصبية، وعليه تعتبر الأدوية مفيدة جداً لتصحيح مسار هذه الموصلات العصبية، ومن الأدوية الجيدة والفعالة والتي درست وجربت بصورة واضحة واتضح سلامتها وفعاليتها عقار يعرف باسم سبراليكس، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 10 مليجرام ليلاً بعد الأكل يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً أيضاً بعد الأكل، واستمري عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم خفضي الجرعة أيضاً إلى 5 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم توقفي عن تناوله، فهذا من الأدوية الممتازة والطيبة، ويعرف عنه سلامته وفعاليته.
وأخيراً أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأنا على ثقة كاملة أن هذه الحالة سوف تختفي بإذن الله تعالى، وعليك أن تتبعي الإرشادات وكذلك تتناولي الدواء الموصوف.
وبالله التوفيق.