إرشادات للمصاب بالجلطة الدماغية التي تسبب نوعاً من الاكتئاب النفسي

2007-07-25 09:50:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أصيب والدي بجلطة في المخ منذ سنة تقريباً، والحمد لله أن الذي تأثر هو شيء قليل من الذاكرة وعدم التمييز والإدراك ونسيان الأسماء، وعدم القدرة على التعبير عما يريد في بعض الأحيان.

وعندما أصابته الجلطة في تلك الأيام بدأ بعدها بالبكاء، وخصوصاً عندما يرى شخصاً عزيزاً عليه وكأنه لا يريده أن يراه في هذه الحالة، وقد شكونا إلى الطبيب فوصف له السيروكسات 20 ملجم، وهو مواظب عليه الآن منذ تسعة أشهر، وقد أفاده بحمد الله وكرمه جداً، فتحسنت نفسيته واختفى البكاء، فهل يستمر على هذه الجرعة أم يحاول أن يقللها إلى النصف 10 ملجم؟ وهل يجوز أن يستمر عليها دائماً؟!

علماً بأن عمره 84 سنة، وعنده السكر وقليل من الضغط الذي سبب له الجلطة - كما يقول الدكتور - والذي لم يكن فيه، وعنده القلب أيضاً، وهو يأخذ أدويتها بانتظام، ونحرص على ذلك أتم الحرص.

أفيدوني وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على اهتمامك بأمر والدك، ويعرف أنه بعد الإصابات الدماغية والجلطات التي تؤدي إلى السكتات الدماغية قد يحدث نوع من الاكتئاب النفسي، وهذا الاكتئاب النفسي في كثير من الحالات يزيد من علة الإنسان، ويزيد من صعوبات المريض؛ لأن عسر المزاج يُفقد الإنسان الكثير، ولذلك دائماً نوصي زملاءنا في الأمراض الباطنية، وكذلك أمراض الأعصاب، بأنه من الضروري أن يعالج هذا النوع من الاكتئاب، وهذا النوع من الاكتئاب كثيراً لا يشخص؛ لأنه يتطلب النظرة الخبيرة، ويتطلب الاهتمام باحتمال وجوده، فهذا من الأشياء الضرورية جداً.

والآن يوجد فرع من الطب النفسي يعرف بالطب النفسي الوصلي، أي: الذي يتواصل مع التخصصات الأخرى، ومن جل اهتمامه هذا النوع من الاكتئاب الذي ينتج عن الجلطات الدماغية، وعموماً فالحمد لله أن الوالد قد بدأ العلاج، وجزى الله خيراً هذا الطبيب الذي أصاب ووصف له الدواء المناسب.

وبالنسبة لحالات البكاء التي تحدث بعد الجلطات، وقد تحدث أيضاً عند كبار السن دون حدوث هذه السكتات الدماغية، هي حقيقة حالة وجدانية أيضاً ناتجة من التأثر الذي يحدث للإنسان في مثل هذه الأحيان، وفي مثل هذه السن، وغالباً تستجيب للطمأنة، والناس تحاول أن تطمئن الشخص، كما أنه يجب أن لا نكثر عليه من الأسئلة أو لا نكثر الحديث في حضوره؛ لأن ذلك أيضاً يولد عواطف وجدانية داخلية تجعله يكون أكثر تأثراً، وهذه الحالات بالطبع كما ذكرت لك تستجيب لدرجة كبيرة بالنسبة لأدوية الاكتئاب المعروفة.

والحمد لله فإن الزيروكسات من الأدوية السليمة جداً، ومن الأدوية الفعالة، وأنا أقر تماماً هذا العلاج، والذي أنصح به هو أن يستمر الوالد على نفس هذه الجرعة.

ومن المبادئ المهمة جداً في الصحة النفسية وفي الطب النفسي: أن الإنسان ما دام قد ارتاح على دواء، وهذا الدواء نعرف أنه سليم، ونعرف أنه لا يتداخل مع بقية علاجاته، ونعرف أنه لا يؤثر على القلب - وهذا مهم جداً - ولا على ارتفاع الضغط أو السكر، فهذا يشجعنا ويجعلنا نحتم أن يستمر الإنسان على هذا الدواء.

إذن: أقول لك: على بركة الله، دع الوالد يستمر على نفس الجرعة، ولا داعي لتخفيفها أبداً، فالعشرين مليجرام هي جرعة أيضاً بسيطة وليست جرعة مرتفعة، وحقيقة الذي يجعلني حذرا من التغيير أو التخفيض، هو أنني أعرف أن التخفيض أو التغيير في حد ذاته في مثل هذه السن، ومع هذا الوضع الصحي الذي فيه الوالد، ربما يؤدي إلى تغيرات، وربما يؤدي إلى نوع من الآثار السلبية.

إذن: دعه يستمر عليه حتى ولو كان ذلك لسنوات، أسأل الله أن يبارك في عمره، وجزاكم الله خيراً، وأنا على ثقة كاملة أن اهتمامكم وبركم بوالدكم هو خط العلاج الأول، ثم بعد ذلك بالطبع تأتي الأدوية، وأؤكد لك أن هذا الدواء سليم ولا يتناقض مع الأدوية الأخرى، ولا يضر مطلقاً بالأجهزة الرئيسة في الجسم، مثل الكبد والقلب والكلى، ولا داعي مطلقاً للقيام بأي تغيير في مثل هذا العمر، ومع هذا الوضع الصحي.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net