توازن المرأة بين دينها والقيام بأعمالها
2007-07-23 08:56:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: كيف يدرب المسلم نفسه حتى يكون من المتوكلين على الله في كل صغيرة وكبيرة؟
وسؤالي الثاني: وهل يأثم المسلم عندما يفكر كثيراً في الأمور الدنيوية مثل أني أحب النظافة وأحب الترتيب وأسعى لأن يكون كل شيء في البيت على أتم وجه وأحلى صورة؟
وأحياناً أفكر بأنه قد أكون من الذين ينشغلون بأمور الدنيا أكثر من غيري، أقصد أنني مثلاً أقضي ساعات بترتيب البيت في حين ساعة واحدة للعبادة، وأفكر ساعة في شراء أو وضع حاجة في مكانها الصحيح وأرجع وأقول في نفسي من الأفضل لو أقمت الليل أو صليت نافلة أو حفظت سورة يفيدني أكثر من الأعمال الدنيوية! لكن سبحان الله! هذا طبعي، وأجد صعوبة بترك هذه الطبيعة، بل هي متعة بالنسبة لي، حيث إني أفرح عندما أرى كل شيء في مكانه الصحيح، فما رأي الشرع في هذا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dana حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن حب النظافة وحسن الترتيب من الدين، والله جميل يحب الجمال، ولكن كل شيء لابد أن يأخذ حجمه وحقه وحظه من الرعاية والاهتمام؛ لأن في الدين فرائض وفضائل وعقائد وآداب وأخلاق وشمائل، وهي متفاوتة في درجاتها، وفي ثوابها وعلى الأركان يقوم البنيان، وبكمال التوحيد ينجو الإنسان، ويغفر الله لمن يشاء ما عدا الإشراك من العصيان فسبحانه من رب رحيم عظيم الشأن والصلاة والسلام على نبي بعث من عدنان وعلم أمته كيف يكون العمل والإيمان، والسعيد في الناس من عمر حياته بالذكر وتلاوة القرآن، وقصد بكل عمل وقصد بكل قول وفعل رضا الملك الديان.
وإذا تعلم المسلم ما يصحح به عقيدته وعبادته، وأدى الفرائض في أوقاتها وقدمها على غيرها فله بعد ذلك أن يطور ما عنده من الهوايات والمواهب ويقصد بعمله كله وجه الواحد، وليس هناك مانع من الاشتغال بالهوايات على أن لا يؤثر ذلك على مهمته ورسالته الكبرى في الحياة.
وقد ذكرنا لكم بأن الأعمال تتفاضل، فالتوحيد هو أول مطلوب قال تعالى:
((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))[محمد:19] وإذا أذن المؤذن للصلاة فليس هناك أفضل من المسارعة إليها، وإذا جاء شهر الصيام فليس هناك أفضل من الصيام، وإذا اقتحم العدو ديار المسلمين ونادى المنادي كان أفضل الأعمال ذروة سنام الإسلام الجهاد، وهكذا.
فإن المسلم ينبغي أن يعرف هذا الفقه حتى يستطيع أن يعرف عبادة الوقت، وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته تسبح بعد الفجر ثم رجع بعد أن ارتفع النهار فوجدها على حالها فقال لها صلى الله عليه وسلم (لقد قلت بعدك أربع كلمات تعدل ما قلتيه منذ الصباح، وهي: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه ومداد كلماته وزنة عرشه).
أما بالنسبة للتوكل؛ فهو صدق اعتماد القلب على الله في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، وأن يكل العبد أموره إلى الله وأن يحقق إيمانه بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه جل وعلا.
والمتوكل يعقلها ويتوكل، ومعنى ذلك أنه يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وعليه فمن التوكل أن يفعل الإنسان الأسباب لكنه لا يعول عليها ولا يعتمد عليها وإلا فما كل عامل مرزوق. والتوكل فرع التوحيد وهو خلق الأنبياء ويستطيع أن يتدرب الإنسان بتعميق معاني الإيمان وبالثقة فيما عند الرحيم المنان وبالاستعانة بمن لا يغفل ولا ينام مع ضرورة، أن يوقن أن الكون ملك لله وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده سبحانه، والسعيد في الناس من أدى ما عليه ثم رضي بقضاء الله وقدره، (وعجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
وبالله التوفيق والسداد.