شاب خطب فتاة واشترط أهلها تأخير الزواج حتى إتمام الدراسة
2007-08-17 23:21:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أودّ استشارتكم حول تأخير الزواج بعد التشاور في ذلك مع التي أرغب أن تكون زوجة في المستقبل، حيث إنها وافقت على الزواج منها إلى حين الحصول على شهادة الباكولوريا (3 سنوات أخرى) تزامناً مع إتمامي لتربصي العام المقبل -إن شاء الله- والتحاقي بالعمل، وكانت قد أخبرت أهلها بذلك، فتمت الموافقة على الخطبة عند اجتياز الباكالوريا، وكانت والدتي على علم بذلك.
فما هو رأيكم يا إخوتي في ذلك؟ وكيف أصبر على ذلك (سنها 18 سنة) علماً وأني في طاعة الله أحاول طاعة أوامره وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، خصوصاً في مثل هذه الأشياء.
أنتظر ردّكم وبارك الله فيكم، وجزاكم عنا كلّ خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الطيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا مانع من تأخير الزواج إذا حصل تفاهم واتفاق مع أننا نفضل أن يكون هناك عقد زواج رسمي، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فننصحك بالابتعاد عنها والانقطاع إلا لضرورة، ولذلك لأن كثرة الزيارات مع تأخير الزواج لا تخلو من المخاطر كما أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ونحن لا ننصح بأن تطول فترة الخطبة؛ لأنها تجلب الملل وتسبب الإزعاج والخوف لأهل الفتاة وقد تشغلك وتشغلها عن التحصيل العلمي والإعداد للزواج.
وكم تمنيت أن يفهم الآباء والأمهات أن حاجة أبنائهم إلى العفاف والطهر الذي لا يتحقق في صورته الكاملة إلا بالزواج، ونحن نخطئ جداً عندما نقف في طريق أبنائنا والبنات حين يرغبون في الرباط الشرعي، ولست أدري من الذي قال: إن الزواج يؤثر على الدراسة؟ ولست أدري إلى متى سوف نظل نقلد أعداء الله في مسألة تأخير الزواج؟ علماً بأن هذه المسألة لم تعرفها مجتمعاتنا المسلمة إلا بعد حقبة الاستعمار البغيض، وإذا كان أهل الكفر يؤخرون الزواج فليس بعد الكفر ذنب، وقد دفعوا الثمن باهظاً من خلال الأمراض النفسية والعصبية والجنسية، بل ومن خلال تهتك منظومة القيم وحدوث الخلل الاجتماعي والأمني في ديارهم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تحاول تقديم الزواج، فإن لم تستطع، فطالب بعمل العقد فإن لم يتيسر ذلك، فاكتف بالخطوبة، واشغل نفسك بدراستك، ثم بإعداد نفسك للزواج، ولا مانع من طلب المساعدة من العقلاء والفضلاء من أهلك وأهلها، وعليك بالتوجه إلى مصرف القلوب، ومرحباً في موقعك، ونسأل الله أن يسهل الأمور وأن يقدر لكما الخير ثم يرضيكم به.
وبالله التوفيق والسداد.