أثر الفروق المتنوعة على نجاح النكاح
2007-08-09 13:09:12 | إسلام ويب
السؤال:
أرجو منكم الإجابة على تساؤلي هذا في أسرع وقت ممكن ولكم جزيل الشكر.
أحببت شخصاً حباً كبيراً وأريده أن يتزوجني ولكن قبل أن أصارحه بذلك أريد منكم أن تدلوني على الطريق الصحيح؛ لأنه لا يوجد أي تكافؤ بيني وبينه سوى الحب.
هو من دولة غنية جداً وأنا من دولة فقيرة جداً، هو يكبرني بـ (16) عاماً، متزوج اثنتين ولديه عدد كبير من الأطفال وأنا لا زلت عزباء، هو إنسان مثقف جداً لدرجة كبيرة، وأنا إنسانة بسيطة جداً في عقلي وثقافتي، هو لديه السمعة والجاه والمنصب في بلده وأنا إنسانة غريبة أعيش في بلد الغربة وموظفة بسيطة، هو سليم عقلياً وجسديا وأنا أعاني من الاكتئاب.
هل الحب الذي بيني وبينه سوف يذيب كل تلك الفروقات؟
أرجو أن ترشدوني فأنا في حيرة من أمري... مع خالص شكري لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فهل ذاك الرجل يبادلك المشاعر؟ وهل هناك ما يدل على صدق رغبته؟ ولماذا لا يتقدم إن كان صادقاً في دعواه؟ (فليس للمتحابين مثل النكاح)، ولست أدري كيف نشأت العلاقة وكيف تطورت؟ فإن الإسلام يحكم علاقة المرأة بالرجل بضوابط وأسس، ومرحباً بك في موقعك وبين آباء وإخوان يتمنون لفتياتنا كل سعادة وهناء.
وإذا كان الرجل يبادلك المشاعر فاطلبي منه أن يأتي البيوت من أبوابها، فإننا نخاف عليكم مخالفة الشرع، وديننا لا يقبل إلا بعلاقة شرعية معلنة بعلم الأولياء ومشاركتهم، وإذا وجد التوافق والقبول فإن كافة الفوارق سوف تزول، فاحرصوا على طاعة الله واتباع الرسول، وأرجو أن يعلم الجميع أن الشهادات والمناصب والأموال لا دخل لها في هذه الأشياء؛ لأن الأرواح هي التي تتلاقى وهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
أما بالنسبة للتكافؤ في الثقافة والمكانة وغيرها؛ فهي مجرد عوامل مساعدة وليست شرطاً أساسياً لحصول التوافق والسعادة.
وأما كونه متزوج فالشريعة تبيح له مثنى وثلاث ورباع، وتطالبه بالعدل وتدعوك للاعتدال في الغيرة، وتحضك على الصبر والاحتكام للشرع.
أما مسألة وجود أطفال عنده فشجعيه على الإحسان إليهم، وحثيه على تربيتهم.
أما مسألة السمعة فإن زوجة الرجل تشاركه سمعته ونجاحه، والمهم هو الدين والأخلاق، أما بالنسبة لمسألة الاكتئاب فسوف يذهبها اللجوء إلى الكريم الوهاب، ويخلصك منها الإكثار من ذكر الله وتلاوة الكتاب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن أعلن تحفظنا على كلمة (الحب) إذا لم تكن وفق رباط شرعي، علماً بأن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي ودلالة كماله ( المودة والرحمة ) أكبر وأعظم من مجرد الحب، فإن الحبيب قد يقسو ويظلم، ولكن الرحيم لا يمكن أن يغفل ذلك.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.