الاستمرار في العلاقة بالفتاة بعد رفض أهلها وخطبتها لآخر
2007-08-12 13:13:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال الأول: كنت على علاقة مع فتاة، وعندما تقدمت لخطبتها وافق أبوها في البداية وقال لي: أحضر أهلك، وحددت معه الموعد، وبعد ذلك تقدم لها شخصٌ آخر، وهذا الشخص كان خطيبها من قبل ثم فسخ الخطبة، وبعد ذلك استدعاني أبوها وقال لي: لا يوجد نصيب. وتمت خطبتها للشخص الآخر ولكننا لا زلنا نلتقي ببعضنا، ولقد أكدت لي أن أهلها أجبروها على هذه الخطبة؛ فكيف أتخلص من هذه العلاقة؟! مع العلم بأن زواجها بعد بضعة أشهر.
السؤال الثاني: هل الزواج نصيب أم اختيار؟ وهل كُتب في اللوح المحفوظ أن فلاناً سيتزوج فلانة؟ وهل يجوز لأي أحد أن يدعو الله أن تكون فلانة من نصيبه؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الاستمرار في علاقتك بالفتاة بعد رفض أهلها رسمياً خطيئة كبرى؛ فكيف إذا كانت مخطوبة لشخصٍ آخر ويوشك أن يدخل بها، فاتقِ الله في نفسك وابتعد عنها وخوِّفْها بالله، ولا أظن أن مصلحتها أو مصلحتك في الاستمرار في علاقتكما التي بدأت في الظلام بعيداً عن أعين أهلها الكرام، ودون مراقبةٍ لمن لا يغفل ولا ينام، والخاطب الثاني أولى منك بالاحترام؛ لأنه أسس علاقته بها وفق الضوابط الشرعية والعادات المرئية.
وأما بالنسبة لك ولها فالأمر يختلف، ولن يبارك الله في علاقةٍ لم تُراعى فيها الأحكام الشرعية، والشيطان الذي جمعكم على الغفلات هو الذي سوف يأتي غداً ليغرس بينكم الشكوك والعداوات، وسوف يقول لك كيف تثق في فتاة لم تحترم أهلها ولم تخف من ربها؟! وسوف يقول لها كيف تثقين في رجلٍ رضي أن يؤسس معك علاقة في الخفاء؟ وما المانع أن تكون له علاقات وعلاقات؟! (( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ))[التوبة:109].
وإذا كان الإنسان لا يرضى بمثل هذه التصرفات لأخته فكيف يرضاها لبنات الناس، واعلم أن الله سبحانه بالمرصاد، وأن الإنسان يُجازى بمثل ما يفعل، وكما تدين تدين، فانصح الفتاة واخرج من حياتها، واعلم أن النساء غيرها كثير، ولا تحرِّضها على زوجها، واحرص على أن تكون علاقتك تحت ضوء الشمس، واجعل أولى الخطوات هي إطلاع أهل الفتاة إذ ليس من الحكمة أن يكون الأهل آخر من يعلم، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تتوب من كل ما حصل منك قبل إخبار أهلها وبعد رفضهم، واعلم أنك لن تسعد مع امرأة تخالف أهلها وتعصي ربها، مع أننا لا نسلم بما يحصل من الأهل من عدوانٍ على حقوق البنات، ولكن الخطأ لا يعالج بما هو أفحش منه، ولا أظن الفتاة التي تفرط في ثقة أهلها أهلٌ لتلك الثقة، ولا يمكن للمرأة أن تسعد بعيداً عن رضا أهلها، والأولياء هم مرجع الفتاة إذا مات الزوج أو طلق.
ونحن إذ نشكر لك حرصك على السؤال الذي يدل على أن فيك خير نقول لك:
الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، ولا أظنك بحاجة إلى فتوى، فاتقِ الله فإن كل شيء بقضاء الله وقدر، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، وقدر الله إنما يُرد بقدر الله، والدعاء من قدر الله، واختيار الله للإنسان أفضل من اختياره لنفسه، وقد يطلب الإنسان شيئاً ولكن الله لا يستجيب له لطفاً به ورحمة؛ لأنه سبحانه يعلم أن ذلك ليس من مصلحته فيكتب له أجر الدعاء أو يرد به عنه البلاء، وتصديق ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث؛ إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدخر له من الأجر مثلها، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها).
ولذلك كان من عظمة دعاء الاستخارة أن الإنسان يقول فيه: (وقدِّر لي الخير حيث كان ثم رضني به)؛ لأن الإنسان إذا قدر له الخير ولم يرض به كان في عناء وبلاء وشقاء، وجاء في الشر: (واصرفه عني واصرفني عنه)؛ لأن الله سبحانه قد يصرف عنك الشر ولكن قلبك يظل متعلقاً به فتكون الآلام والمعاناة والتسخط. فنسأل الله أن يصرف عنك الميل لتلك الفتاة، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.