ما موقف الفتاة من تجاهل أهلها لرأيها وكبتهم لحرية تصرفها دون إخوتها؟
2007-08-27 15:44:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة عمري 22 سنة، لكن أهلي يتحكمون في دائماً ولا يتركونني أعمل الذي أريده، سواء كان الذي أريده صحيحاً أم خاطئاً، ولا يأخذون رأيي في أي شيء، وإذا أبديت رأيي فإنهم لا يعترفون به، وإذا أبدت أختي رأيها أو أي أحد غيري فإنهم يعترفون بآرائهم، وإذا أرادوا الذهاب إلى أي مكان فإنهم يريدونني أن أكون معهم، فماذا أفعل؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا نوافق أهلك على هذا الأسلوب، لكننا نذكرك بأنهم بلا شك يظنون أنهم يريدون مصلحتك ويخافون عليك، فالتمسي لهم الأعذار، وحاولي كسر هذا الطوق بإظهار ما عندك من عقل وحكمة وحسن تصرف، كما أرجو أن تتعرفي على أسباب هذا التشديد، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال وأن يلهمنا طاعة الكبير المتعال.
ولم يظهر لنا من خلال السؤال ترتيبك بين أفراد العائلة، ولم نعرف طبيعة المكان الذي تعيش فيه هل هو مدينة أم قرية، ولم نتعرف على البيئة التي تعيشين فيها من حيث طبائع الناس وآدابهم، وهل حصلت منك تصرفات خاطئة من قبل أم لا؟ ولكننا ندعوك مع كل هذا إلى محاولة الاقتراب من والديك ومحاورتهم في هدوء عن هذا الذي يحصل معك، واطلبي منهم أن ينصحوك وأظهري لهم البر والود، كما أرجو أن تعرضي هذه المعاناة على أخوالك وأعمامك بعد التوجه إلى ربك بعد تلاوتك وصلاتك.
وإذا أراد الإنسان أن يلخص منهج التربية الإسلامية في هذه الناحية فإنه لا يملك إلا أن يردد مقولة عمر رضي الله عنه: (لاعب ابنك سبعاً وأدبه سبعاً واصحبه سبعاً)، وإذا التزمنا بهذا المنهج فإننا نستطيع أن نقول: ثم أطلقه يذهب حيث شاء؛ لأن الإنسان يكون قد اكتسب الثقة ويشعر بالأمن والحرية وتعرف على الأساليب الحسنة وشعر بالانتماء إلى أسرته وتشرب القيم والآداب، وكذلك هذه الأشياء تعصم من السقوط بعد توفيق الحي الذي لا يموت.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والحرص على طاعته، مع ضرورة عدم الانزعاج لما يحصل، فسوف يتغير الوضع بقليل من الصبر والحكمة؛ لأننا متأكدون من أنهم لا يريدون إلا الخير لكنهم أخطئوا، ولعل إخوانك وأخواتك انتزعوا هذا الحق وأظهروا ما يدل على حسن التصرف، فابتعدي عن المقارنات السالبة وحاولي أن تأخذي أحسن ما عند والديك ومعلميك والناس، واعلمي بأن الفرص أماك سوف تكون واسعة لإثبات قدراتك ومهاراتك.
ونحن بدورنا نتمنى أن يدرك الآباء والأمهات ضرورة أن يتخذوا أولادهم بعد سن الرابعة عشرة كأصدقاء أوفياء يشاورونهم ويحاورونهم ويظهرون لهم حاجة المنزل إلى خدماتهم وفرح أهل المنزل ببلوغهم سن العطاء والتكليف والمسئولية؛ لأن الآباء والأمهات لا يدومون لأبنائهم، فلنعلم أبناءنا صيد الأسماك ولا نعطهم الأسماك الجاهزة، والإنسان ينتفع من احتكاكه وتعامله الكثير والكثير. نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق والسداد.