واقع الخلاف المؤلم في فلسطين وكيفية التعايش معه
2007-08-29 18:30:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فلسطينية وأعيش في غزة، أرى كل شيء حولي غلطاً، ولا يمت للدين الإسلامي بأي صلة، فأنا أريد أن أعمل شيئاً للدين؛ لأن ديننا دين تسامح ومحبة، ولا يوجد أمامي غير الكره وعدم التسامح، وأتمنى أن أعيش في صحراء لا يوجد فيها أحد، فأنا أصلي ولا أقطع فرضاً، وكل يومي هو التسبيح وقراءة القرآن؛ لأني لا أحب أن أرى أي أحد.
فأرجو منكم أن تردوا علي بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ranya حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد صدقت بقولك: (ديننا دين تسامح ومحبة ورفق ورحمة)، وأرجو أن تعلمي أن كل صالح وصالحة ينبغي أن يغرسوا أشجاراً للمحبة، والمصلحون لا يقولون (ما بال الدنيا مظلمة) ولكن حسب المصلحة أن تقول (ها أنذا مضيئة)، والمسلمة لا تكتفي بلعن الظلام؛ لأن لعن الظلام سلبية، ولكن المطلوب هو أن تضيء شمعة تبدد بها الظلمات، وما ينبغي أن تقول (هلك الناس) لأن النبي صلى الله عليه وسم نهى عن ذلك فقال: (من قال: هلك الناس فهو أهلَكُهم، أو فهو أهلَكَهم).
ونحن نتفق معك في أن الذي يحصل لا يسر غير الأعداء، ونحن أيضاً نتقطع ألماً لما يحصل حول أقصانا المبارك، ويزيد من ألمنا أن ندرك أن "المصائب يجمعن المصابين" في كل مكان إلا في أرض الرباط في هذه الأيام، وليت إخواننا حول الأقصى يدركون خطورة ما يحصل ويتذكرون أن الشيطان يئس أن يعبده المصلون ولكنه رضي أن يطاع في سوى ذلك، وأن يشتغل بالتحريش بين المؤمنين.
وها هم شياطين الإنس قد أظهروا فرحهم بما حصل، وسارعوا بمساعدة طرف على طرف لتشتعل معارك، ولكن في ميدان لا عدو فيه أصلاً.
ولا شك أن دور الشباب عظيم، كما أن دور الفتيات كبير؛ لأنهنَّ أمهات وأخوات الشهداء، ونحن في هذه الفترة لمن يقولون الخير ويعملون الخير وينمون الخير حتى يتمكنوا من الإصلاح، فإن فساد ذات البين هي الحالقة للدين.
وما ينبغي للفتاة أن تحتقر جهدها ورسالتها لأنها صاحبة تأثير كبير، وقد أسعدني اشتغالك بالتسبيح والقرآن؛ لأن ذلك علاج ودواء للخلافات؛ لأن ذلك يطرد الشيطان، كما أن التذكير بالمعارك الكبرى والعدو الحقيقي ينهي الخلافات؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث السرايا بعد كل بادرة خلاف وشقاق، وشقيٌ في الناس من سلم من لسانه الأعداء ولم يسلم منه إخوانه.
وأرجو أن يدرك الجميع أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأن المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، وأن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن لا تطول أيام الظلام، وأن يعقبه - بإذن الله - فجر جديد يُعز فيه أهل طاعته ويُذل فيه أهل معصيته، وهذا أوان تسقط فيه الأقنعة، ونحن نقول – بعد توفيق الله – على وعي أهلنا في فلسطين الذين أثبتوا للجميع أنهم أصلب عوداً وأكثر وعياً.
ووصيتي للجميع أن نعود إلى الله حتى نصبح مؤهلين لنصر الله وتأييده.
وبالله التوفيق.