والدي متوفى، فهل أنا ولية أمري؟
2023-03-28 03:28:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تعرفت على شاب عمره 36 سنةً، وتقدم لخطبتي؛ ونظراً لظروف معينة حدثت عندي وعنده تأجل كل شيء لفترة طويلة، فقمنا بترديد صيغة الزواج فيما بيننا إلى أن يتم الارتباط، مع العلم أن والدي متوفى وأنا ولية أمري، فهل يعتبر هذا زواجاً إلى أن يتم تكملة باقي أركان الزواج، ونحن نتعامل مع بعض كمخطوبين؟
أرجو الإجابة على السؤال بسرعة، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ NA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن ما حصل لا يعتبر زواجاً، وموت الأب ينقل الولاية إلى من هم بعده من آباء وإخوان وأعمام وهكذا، وأرجو أن تعلمي أن الفتاة لا تتولى أمر زواجها، فلابد في الزواج من ولي، فإن عُدِمَ الأولياء كان الحاكم المسلم والقاضي المسلم ولي من لا ولي لها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي)، وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (لا تزوج نفسها إلا بغي) وأنت ـولله الحمدـ فتاة طيبة خيرة، والدليل على ذلك هو حرصك على السؤال، فكوني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واعلمي أن المؤمنة محكومة بشرع الله العليم الخبير سبحانه.
وليس بينك وبين هذا الشاب إلا الخطبة، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح لك الخلوة به ولا الخروج معه؛ لأنه لا يزال أجنبياً عنك، وكم من فتاة تركها خاطبها بعد أن دخل وخرج معها فدفعت الثمن باهظاً، وخسرت سمعتها، وضيعت زهرة شبابها، وفاتها كثير من الخطاب، وحُق للمرأة المسلمة أن تشكر ربها على هذا التشريع العظيم الذي صانها وحفظها وأرادها مطلوبةً عزيزةً لا طالبةً ذليلةً.
وليس أمام هذا الشاب إلا أن يحول الخطبة إلى عقد رسمي، ويمكن أن يكون الدخول في وقت لاحق، مع أننا لا نفضل هذا، وإما أن يبتعد عنك، ويجتهد في تهيئة نفسه وإعداد ما يستطيع من أجل إكمال مراسيم الزواج تحت سمع الناس وبصرهم، وبمشاركة أهلك ومباركتهم، وأنت لست مقطوعةً من شجرة، وعندك بلا شك أعمام وأخوال وأهل، فلا تقدمي تنازلات تخالف شريعة رب الأرض والسماوات، واسمعي نصيحة أب مشفق وأخ عطوف، وأرجو أن أقول لك: إن ما حصل ما كنت لأرضاه لأختي ولا لابنتي وأنت في مقام الأخت والبنت، فانتبهي لنفسك، واعلمي أن الرجل يحترم المرأة إذا شعر أنها تعتصم بدينها، ويحترمها إذا شعر أن وراءها رجالاً يغارون عليها، فلا تفعلي شيئاً إلا بمشاورة أهلك، مع ضرورة أن يكون كل تصرف موافق لشريعة ربك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأنا سعيد بتواصلك مع الموقع، وبحرصك على السؤال، وثقتي أنك عاقلة وفاضلة، وأنك سوف تقدمين ما يرضي الله، وإذا رضي الله عن الإنسان ألقى له القبول، ونسأل الله أن يلهمك السداد وأن يوفقك للصواب، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.