كيف يمكننا اجتناب أذى الجيران السحرة؟
2007-09-05 13:13:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كيف يمكننا اجتناب أذى الجيران السحرة؟!
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن اجتناب الأذى أيّاً كان مصدره إنما يكون باللجوء إلى من يصرف السوء والفحشاء ويجلب الخير والنعماء، فسبحان من وضع الأرض ورفع السماء، ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك والآباء، ونسأل الله أن يحفظك ويدفع عنك كل من يقصدك بالعداء، وأن يجمعنا جميعاً مع إمام الأنبياء.
وأرجو أن تعلمي أن كيد الشيطان والسحرة ضعيف، وأن الله سبحانه قال عن الساحر: (( وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ))[طه:69]، واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولذلك قال سبحانه: (( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))[البقرة:102]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه: (يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، أو تجده تجاهك -أي: يجلب لك الخير ويدفع عنك السوء والشر - إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا - وكادوا وخططوا ومكروا – على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
ولا شك أن الإنسان يحمي نفسه باللجوء إلى الله وبعمارة القلب بتوحيده، ثم بالمواظبة على ذكره وتلاوة كتابه، وذلك لأن الساحر ومن يخدمهم من الشياطين ويخدمونه لا يستطيعون أن يضروا إنسان وثيق الصلة بالله، بل إن الشيطان يصرع إذا اقترب من عبد صالح ذكر الله، ولا سلطان للشيطان على أهل الإيمان؛ قال تعالى: ((إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))[النحل:99].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بعدم المسارعة إلى اتهام الجيران والآخرين، واشغلي نفسك بطاعة رب العالمين، وعطري بيتك بالقرآن، وعودي لسانك ذكر الرحمن، وكوني في صحبة أهلك الكرام، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، واعلمي أن الإنسان يحمي نفسه بالتحصينات الواردة بعد توكله على الله واستعانته به سبحانه ثم بمواظبته على صلاته وحرصه على عبادته.
وإذا كنت تستطيعين أن تنصحي من يذهب للسحرة ويتعامل معهم فذلك واجب عظيم وشرف كبير؛ فإنه من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرافاً لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة، ومن أتى كاهناً أو عرافاً أو ساحراً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على الرسول. نسأل الله أن يحفظك ويسددك.
وبالله التوفيق.