نظر الزوج إلى زوجته في مظهرها وجسدها وتأثير ذلك على علاقته بها ورغبته فيها
2007-09-16 11:12:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلة صديقي أنه تزوج منذ ما يقارب العام، ومشكلته مع زوجته بالتحديد، فبعد أن تزوجها اتضح له أن لديها مشاكل في جسمها، فهي سمينة نوعاً ما ولديها ترهل في مناطق كثيرة، وأغلب جسدها يعاني من الحساسية والمناطق السوداء وتشققات الحمل، فهو نفسياً يتحاشى النظر إلى جسدها حتى عندما يجامعها يشعر بعدم الراحة النفسية لا يدري ماذا يفعل؟ نفسيته تزداد سوءاً ويقول لي: هل أنا الوحيد من زوجته هكذا، أم أن النساء يعانين من هذه المشاكل؟ فتجده دائم النظر إلى النساء في الأسواق ويقارن زوجته بهم، ويقول لي: أعتقد أن زوجتي هي من تعاني مثل هذه المشاكل، فإنه خدع في زواجه منها، سؤالي لكم:
كيف أستطيع مساعدته لا سيما أنه رزق منها بطفل هل بالفعل أن النساء يعانين من مثل هذه المشاكل أم هي حالة مرضية لزوجته فقط؟ وماذا أقول له لتهدئة نفسيته؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البداية أشكرك على اهتمامك بصديقك وحرصك على نفعه وأدعو الله أن تجتمعا دائماً على طاعته والحب فيه.
وعن كيفية مساعدته أو ماذا تقول له، يكون من خلال الحوار الهادئ العاقل معه والذي لابد أن يشتمل على عدة محاور وأفكار مثل:
1-أولاً فيما يتعلق بنظرته ونفسيته تجاه زوجته، فعليه أن يعلم أنه لا يوجد إنسان بلا عيوب، وليبدأ هو بنفسه ليرى ما به من عيوب وعليه أن ينظر دائماً إلى الجوانب الإيجابية والمميزة في زوجته ويركز عليها دائماً ويصرف نظره عن الجوانب السلبية، فإذا أراد إنسان أن يكره إنساناً آخر فأبسط الأشياء أن يركز فقط على الجوانب السلبية في الآخر والعكس إذا أراد أن يحب شخصاً فعليه أن يعظم من النواحي الإيجابية لهذا الشخص لذا أول نقطة هامة أن تتحدث معه وتجعله يحكي لك الإيجابيات من زوجته مثل الحب والحنان والشخصية والاهتمام والرعاية والدلع والمرح وإجادة فن الغزل وحسن التبعل للزوج، فإذا وجدت أي من هذه الصفات موجودة فعليك أن تركز عليها وتجعله يهتم بها وينظر لها دائماً.
هنا نقطة هامة تحتاج إلى فطنة، حيث إذا وجدت صديقة أمينة (ولتكن زوجتك مثلاً) لهذه الزوجة واستطعت أن تتحدث إليها فعليك أن تخبر هذه الصديقة بأن تتحدث إلى هذه الزوجة بكلام عام وليس فيه أي تلميح لأي شيء عن فن مداعبة الزوج وكيفية الدلال والاهتمام وحسن المظهر داخل المنزل من ملابس داخلية مثيرة وعطور وحسن الطيب كما يفضل أن ترشدها على مركز للتخسيس لإنقاص الوزن ولا مانع من ممارسة الرياضة والتمارين لشد بعض الأجزاء المترهلة، ولكن لابد أن لا تعلم هذه الصديقة أي شيء عن معاناة الزوج أو شكواه ولكن تلمح لها أن هذا الأمر يسعد الرجال وأحب أن أرى صديقي وزوجته سعداء باتباع مثل هذه الأمور ويكون هذا أيضاً بدون علم صديقك.
هذا إذا وجدت هذه الصديقة الأمينة ودون أن يسبب الأمر أي مشكلة، أما إذا صعب هذا فلا داعي لهذا الأمر.
2- الأمر الثاني على الزوج ألا ينظر إلى النساء في الخارج، فكل ما قد يراه حسن وجميل في الظاهر قد يحوي الكثير من الباطن والأذواق تختلف، فالجمال متنوع فاجعله يعلم أنه لو تزوج ملكة جمال الكون ثم أطلق بصره على النساء فسيجد في كل واحدة منهن جمالاً مختلفاً .. فهذه ممشوقة القوام والأخرى خمرية والثالثة ذات ابتسامة سحرية وهذه عينها ملونة ... لذا فلن يرضى ولن يستريح ... فلما دلنا الحق على غض البصر كان ذلك ليرضى الإنسان بما قسمه الله له.
كما أن كثيراً من النساء خاصة بعد الحمل والرضاعة يزداد وزنهم وتحدث ترهلات وتغيرات في الجلد والجسم وهذا أمر شائع جداً ولكنه لا يظهر للعوام، لذا فعليه أن يعلم أن زوجته ليست الوحيدة التي تعاني من مثل هذه الأمور، وإذا رأى أن هناك مشكلة جلدية معينة تسبب له انزعاجاً فيمكن بطريقة لطيفة لا تجرح شعور زوجته أن يقول لها مثلاً أنه يخاف أن تكون هذه المناطق مختلفة اللون والحساسية والتشققات قد تسبب مشاكل أخرى على صحتها وأن هدفه الوحيد هو الحفاظ على سلامتها وأنه مهتم بها وخائف عليها وليس ممتعضاً من مظهرها.
لذا يقول لها: حبذا لو عرضت نفسك على طبيبة الأمراض الجلدية للاطمئنان فقط والمشورة وعندها ستعطي لها الطبيبة علاجاً قد يحسن كثيراً من الحالة، كما لابد أن يشجعها على الريجيم، فمع الإرادة القوية من الزوجة خاصة إذا شعرت بأهمية ذلك عند الزوج سيحدث ما لا يتوقعه الزوج من إنقاص للوزن خاصة إذا لم يصاحب ذلك إحباط أو تهبيط لإرادة الزوجة.
3- عليه بالاهتمام بالنواحي العاطفية والحب والمودة وتدعيم ذلك والاجتماع على الطاعة بالصلاة سويا والاجتماع على تلاوة القرآن والدعاء، فهذه كلها أمور تزيد من الحب والعاطفة والتي عندها ستبذل الزوجة أقصى ما يمكن عمله لإنقاص الوزن وعلاج الجلد والاهتمام بالمظهر والزينة ونقول إنها ستهتم بهذا إذا قيل لها هذا الأمر من قبل صديقة كما ذكرنا، وإذا لم يحدث هذا فيكون بالحوار الهادئ الرقيق من الزوج دون أن يجرح المشاعر، فيقول لها أنها أجمل نساء الدنيا في عينه ولكنه يريد المزيد من التألق والتأنق.
4- عليه أن ينظر إلى طفلته وأنها تحتاج إلى الوالدين ولا يعقل أن يتخلى عن ابنته من أجل أمور يمكن علاجها بإذن الله.
وعليك أخيراً بدوام الدعاء لأخيك بظهر الغيب.
والله الموفق.