كيف أتخلص من الحساسية الزائدة من كلام الناس؟

2007-10-25 11:35:31 | إسلام ويب

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور الفاضل! مشكلتي الحساسية الزائدة من كلام الناس، لأني كلما سألني أحد عن وظيفتي أشعر بالحرج والضغط الشديد في وجهي وقد سبب لي ذلك اكتئاباً شديداً، راجعت الطبيب ووصف لي بروزاك بمعدل حبة يومياً إلى أن وصلت الجرعة لحبتين ثم طلب مني تخفيظها لحبة واحدة ثم حبة يوم بعد يوم إلى أن أتركها بعد أن قال لي إني تحسنت ولكني أشعر بالضيق من كلام الناس بالرغم من اختفاء الاكتئاب، وخوفاً من الانتكاسة، استمريت على البروزاك حبة يومياً منذ سنة ونصف إلى الآن وأخاف من تركه.

ومسألة التأثر البالغ من أسئلة الناس عن وظيفتي لازالت تلازمني لدرجة أني صرت أتجنب التجمعات وأشعر بضغط في وجهي وتلعثم عند سؤالهم .

أحسست أن مشكلتي كبيرة عند مراجعة الطبيب وتحتاج لعلاج طويل لذلك اكتفى بمعالجتي من الاكتئاب، علماً بأني أعاني من القلق منذ طفولتي.
أرجو توجيهي والله يحفظكم ويرعاكم.

---

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي أنت على وعي كامل بمشكلتك، وهي أنك حساس وأنك تؤول كلام الآخرين بصورة مبالغة فيها .

أخي إذا عرف الإنسان مشكلته أو صعوباته هذا يعتبر (50 أو 60 %) من حل هذه المشكلة، فأرجوا أن تغير مفاهيمك حول ذاتك، وأن تسعى وتخاطب نفسك وتحاور نفسك حوارا جاداً وهو أنه لا ينقصك شيء عن الآخرين، أنت لا تقل عن الآخرين ويجب أن تؤمن ويجب أن ترسخ في تفكيرك أن هنالك مبالغة في مشاعرك، هنالك نوع من التضخيم والتجسيم في الطريقة التي تفسر بها مشاعر الآخرين حيالك.

أرجو أن تتأكد من ذلك، وأن تتجاهل وأن تهمل هذا المعتقد الذي تعتقده حيال تفكير الناس حولك وحول وظيفتك، ويا أخي! الإنسان ممكن أن يتخلص من الحساسية في شخصيته وذلك بالتعبير عن ذاته، يجب أن تعبر عن نفسك، يجب أن تكون لك مواقف جيده خاصة في المناسبات والمواقف الاجتماعية أكثر من الاطلاع، كن مفيدا فيما تقوله هذا يعطيك القوة والعزيمة والإقدام، عليك أخي أيضاً الالتزام بجماعة المسجد وأن تبني نوعا من الإخاء والصحبة الطيبة، كن دائماً في الصف الأول في الصلاة وهذه اللقاءات الطيبة في بيوت الله في نظري تزيل الكثير من القلق والتوتر والحساسية كما أنها سوف تجمعك بمن تثق فيهم وتأتمنهم وسوف يقل لديك هذا الشعور بأن الآخرين لديهم وجهة نظر سلبية حيالك.

أخي الكريم! عليك بتوزيع وقتك والاستفادة منه بصورة فعاله هذا أيضاً يقوي من الشخصية، عليك أيضاً بممارسة الرياضة إن شاء الله فيها خير كثير، عليك دائماً أن تعرف وتفهم أن الاكتئاب يمكن هزيمته وذلك عن طريق تغيير خارطة التفكير لتصبح إيجابية، أخي نحن يمكننا أن نتحكم في مشاعرنا، يمكننا أن نتحكم في أجسامنا، يمكننا أن نتحكم في نفوسنا، فقط الذي لا نستطيع أن نتحكم فيه هي أرواحنا وآجالنا ولكن كل البقية نستطيع أن نتحكم فيها، وعلى الإنسان أن يغير من فكره ليصبح فكرا إيجابياً من التفكير السلبي، هذا هو الذي أود أن أقوله لك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالبروزاك من الأدوية الطيبة جداً، ولو تناولته لأي فترة لا بأس به، هو من الأدوية السليمة، أنا أعرف من يتناول البروزاك منذ عام (1988م) وهو العام الذي أدخل فيه البروزاك في أسواق الأدوية، ولكن في ذات الوقت إذا كانت هذه المخاوف والتوترات والشعور السلبي متزايدة عليك ولا تستطيع التخلص منه فهنا قد يعتبر الزيروكسات دواء أفضل ويمكن استبتدال البروزاك بالزيروكسات وفي رأيي حبة واحدة في اليوم من الزيروكسات قد تكون كافية جداً وقوة الحبة هي (20 ملجم)، إذن استبدال البروزاك وتناول الزيروكسات وسوف يفيدك كثيراً إن شاء الله في هذه المخاوف الاجتماعية البسيطة وهذا القلق والشعور السلبي حيال نفسك.

عليك أخي أن تثق بنفسك وصدقني إذا حاولت أن تتمعن وتدقق وتجرد نفسك وحياتك ومقدراتك سوف تجد أنك لا تقل عن الآخرين أبداً، وربما يكون لديك ما يميزك على بعض الآخرين أيضاً، كن إيجابياً وسوف تجد إن شاء الله أن الحساسية لديك قد تغيرت وقد اختفت وأنك أصبحت تتمتع بصحة نفسية جيدة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
----------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور/ عبد العليم ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الاكتئاب بالطرق الشرعية: ( 237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 )، والقلق: ( 261371 - 263666 - 264992 - 265121 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.