رغبة الشاب في الزواج من فتاة تعرضت للاعتداء في صغرها
2020-04-02 02:09:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
صديقي شاب مقبل على الزواج، يبلغ من العمر 25 عاماً، وهو يحب ابنة عمه التي تصغره بسنتين، والاثنان على درجة عالية من الخلق الحميد وعلى درجة من العلم لا بأس بها، فالفتاة في إحدى الكليات العلمية.
وقد أحب هذا الشاب ابنة عمه منذ الصغر، وجمعتهما الأيام ليعيشا قصة حب جميلة، وقد أخبرته الفتاة بأنها قد تعرضت لحادث اعتداء وهي في السابعة من عمرها ولكنها لا تذكر أي نزيف ولكن كان الألم مسيطراً عليها، ومن صدق الفتاة أنها اعترفت له بذلك، ولكنهما حقاً على درجة عالية من تقوى الله والعلم ودائماً يحثان بعضهما على الخير.
ويرغب الشاب في الزواج منها ولكنه متردد والفتاة تحبه أيضاً، فما نصيحتكم؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف سيمضي أول ليلة؟ أي: فض الغشاء، مع العلم أنه من أسرة محافظة.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الفتاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرى أنه لا ذنب لتلك الفتاة التقية الصادقة فيما حدث لها في الصغر من اعتداء ولا يجب علينا أن نحملها نتيجة هذه الأخطاء، فإذا كان صديقك يرى فيها التدين والأخلاق الحميدة والقبول النفسي ويرى فيها شريكة العمر فلا يتردد لحظة في قبول الزواج منها ولا يفكر مطلقاً فيما حدث لها من قبل في الصغر؛ لأنه لا ذنب لها فيه، فهذا من الناحية الاجتماعية.
وهناك بعدان آخران هامان، وهما:
1- البعد الطبي: حيث لا أرى مشكلة في كيفية فض غشاء البكارة، فإذا كان الاعتداء لم يكن كاملاً وغشاء البكارة سليماً فسيتم فضه بطريقة طبيعية مثل أي فتاة وليست هناك مشكلة معينة في ذلك، وحتى إذا كان هناك تهتك قد حدث فيه فأيضاً يكون الجماع بالطريقة الطبيعية ولا توجد أي محاذير محددة.
2- البعد النفسي: فيجب على صديقك أن يراعي الناحية النفسية لهذه الفتاة، وذلك بأن لا يذكرها بهذا الأمر، وعليه بالتأني تماماً في أول ليالي الزواج والتريث في عملية الجماع؛ لأن الفتاة قد تحمل بعض المخاوف مما حدث في الماضي فتكون هناك صعوبة في الجماع، لذلك عليه بالتمهل ومحاولة الإكثار من المداعبة في أول ليلة، وعدم الإقبال على الجماع إلا بعد ليلة أو أكثر حتى تزول لديها المخاوف والقلق إن وجد.
والله الموفق.
د إبراهيم زهران
----------------------------
إضافة قسم الاستشارات:
نرى أن الموضوع ينبغي أن يسير بشكل طبيعي جداً كما ذكر الدكتور إبراهيم، كما ينبغي أن يتم تنبيه هذا الأخ المقدم على الزواج من ابنة عمه، بألا يجعل هذا الموضوع شماعة لأي فشل مستقبلي في العلاقة الزوجية، وأن يكتمه وألا يأتي على ذكره ألبتة، ولكن يمكن أن يوضح التصور السليم لابنة عمه مرة واحدة قبل الزواج، بأن يخبرها بأن هذا الذي وقع عليها من الاعتداء هي لا تتحمل الإثم فيه، لأنها كانت صغيرة وغير مكلفة، حتى لو فرض أن الغشاء تمزق تماماً ولم يعد له وجود ولا أثر فإن هذا لا يقدح أيضاً في شرف وعفاف الفتاة طالما كان السبب في تلفه خارجاً عن الإرادة -كما وقع لها هنا- والحكمة من وجود غشاء البكارة هو شهادة على عفاف وشرف الفتاة، وطالما وقد تبينا عفافها وشرفها فإن هذا الغشاء في هذه الحالة وجوده وعدمه سواء، فلا ينبغي أن يشغل باله وتفكيره بهذا الموضوع، والأهم من ذلك هو ألا يشاع الموضوع ويذاع فيتسبب في حرج بالغ للفتاة وللرجل الراغب في الزواج على حد سواء.
والخلاصة في ثلاث نقاط:
1- أن هذا الموضوع لا يؤثر على حياته الزوجية بتاتاً وفي كل الأحوال.
2- تطمين الفتاة نفسياً قبل الزواج، وأن الزوج راض بها على كل حال لأن هذا ليس في يدها، والغالب أن الغشاء في هذه الأحوال يظل سليماً كما هو.
3- كتمان هذا الأمر وعدم الإخبار به مطلقاً.
وفق الله الجميع لكل خير.