مشكلة الخجل وضعف الشخصية عند الأطفال.
2007-11-25 22:17:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
طفلتي عمرها أربع سنوات وثمانية أشهر، ولكنها عندية جداً وخجولة، وأشعر أن شخصيتها ضعيفة، فهي تنقاد ولا تقود، وتخجل أن تخرج ما بداخلها، فماذا أفعل معها؟
علماً أنها تغار من أخيها الصغير - عمره سنتان ونصف - وتقلده في أفعاله، على الرغم من أننا نعطي لها أكثر من أخيها ولا نحرمها من شيء.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنا على ثقة كاملة أنك على إلمام وإدراك تام بأن متطلبات التربية لدى الأطفال تتطلب أن تكون هناك موازنة بين أن توفر للطفل حاجاته، وأن يبدى له العطف والمودة وفي ذات الوقت ينهى بصورة طيبة عما هو خاطئ، ومبدأ التحفيز يعتبر من المبادئ الأساسية في تربية الأطفال، فما دامت هذه الابنة - حفظها الله - مكتملة الذكاء ولا تظهر عليها أي إشارات من إشارات التخلف المعرفي، فبالطبع تكون هذه مرحلة مؤقتة في حياتها، ولا يجوز أن نحكم على الطفلة في هذه السن بأن شخصيتها ضعيفة.
والأطفال ليسوا بشريحة واحدة، وهم يتفاوتون في التكوين النفسي لديهم وتفاعلهم مع الآخرين، فأرجو أن تُعطى مزيداً من الحرية ومزيداً من التشجيع في أن تكون أكثر جرأة، ولا زالت هي صغيرة ولكن يمكن أن يُستفاد من الألعاب، فاللعبة تعتبر من أفضل الطرق التعليمية لتنمية مقدرات الطفل وكذلك بناء شخصيته، وحبذا لو أنت أو والدها شاركوا في اللعب معها وشرح ما لا تستطيع إدراكه عن طريق اللعبة، فهذه طريقة طيبة ومحفزة وجيدة لبناء شخصية الطفل، كما أن من خلال اللعبة تستطيع الطفلة أن تفرغ عما بداخلها، وهذا بالطبع يؤدي إلى إزالة الخجل.
والشيء الآخر هو أن يتاح لهذه الطفلة أكبر فرصة ممكنة للتفاعل والاختلاط ببقية الأطفال، والطفل دائماً يطمئن ويتفاعل ويقتدي بالأطفال الآخرين، فأرجو الحرص على ذلك؛ لأنه وسيلة تعليمية وتربوية جيدة وممتازة.
وأما ما يخص الغيرة من أخيها الصغير فهذا أمر وارد، وعليكم أن تسعوا إلى التقريب بينهم، وذلك على سبيل المثال بأن تجعل هي مشرفة على شئونه البسيطة فيما يخص ملابسه، وتُعطى الفرصة أن تحاول إلباسه أو تغذيته كتقديم شيء من الحليب له، وهكذا حين تجد نفسها في موقع المسئولية سوف تزداد محبة له وتقلل من غيرتها حياله، فهذه من الوسائل الجيدة لإزالة التفاعل السلبي بين الأطفال.
وأؤكد لك أن هذه الأمور هي بسيطة ولا شك أن المنهج الإسلامي في التربية يجب أن يكون دائماً هو الأساس لتربيتنا لأطفالنا؛ لأن من خلال هذا المنهج تنمو الرحمة وتقوى الشخصية، وتزداد معرفة الطفل بنفسه وبمن حوله وبدينه بالطبع، وهي لا زالت صغيرة ولكنها إن شاء الله مقدمة على فترة الإدراك والإلمام في حياتها.
فأرجو أن لا تنزعجي، فهذه تفاوتات وتغيرات في حياة الأطفال، وإن شاء الله سوف تسير الأمور بصورة إيجابية.
وبالله التوفيق.