الواجب تجاه الأم في تركها الصلاة ومنعها البنت من الحجاب
2007-12-17 11:35:38 | إسلام ويب
السؤال:
أمي غير راضية عني، وتدعو علي كثيراً، ولكنها غير صالحة، ولا تصلي على الإطلاق، وهي كثيرة الذنوب، وحاولت أن تمنعني من الحجاب! فهل أنا آثمة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ محتارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنه لا يخفى عليك أن طاعة الوالدة في طاعة الله، وإسداء البر والإحسان إليها وحسن مصاحبتها مما جاءت به شريعة الله، والإنسان مطالب بالإحسان لوالديه حتى ولو كانوا على الكفر، ولكن ليس لأحد أن يطيع والديه إذا أمراه بما يغضب الله، قال تعالى بعد الوصية بالوالدين: ((وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))[العنكبوت:8].
وتأملي قوله تعالى: ((وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ))[لقمان:15]، وقد جاء في حديث أسماء الذي سألت فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة أمها وقد كانت على الإشراك، فقال لها نبي الرحمة: (صلي أمك).
وإذا أدى الإنسان ما عليه فلن يضره دعاء الوالدة ولن يؤثر عليه، والله سبحانه يعلم المفسد من المصلح، وقد جاء في ختام آيات البر بالوالدين قول الله تعالى: ((رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا))[الإسراء:25].
ونحن نتمنى أن تزيدي من برك لوالدتك وتجتهدي في نصحها لأنها على خطر عظيم، كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)؟ ولن تستطيعي أن تقومي بنصحها إلا بعد الإحسان إليها والصبر على أذاها واحترام مشاعرها، وأرجو أن تكوني مستمعة جيدة ولكن لا تفعلي إلا ما يرضي الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، سواء كان ذلك في الحجاب أو غيره.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تتبعي هذه النصائح:
1- أكثري من الدعاء لوالدتك خاصة في أوقات الإجابة.
2- أظهري لها الاحترام خاصة أمام الآخرين.
3- لا تردي عليها بقسوة ولا تسفهي رأيها حتى بمجرد قول (أفٍ).
4- اختاري الأوقات المناسبة لمناقشتها واحرصي على انتقاء الكلمات اللطيفة عند نصحها.
5- أظهري لها الشفقة والخوف عليها إذا تمادت في العصيان، وقدوتك في ذلك خليل الرحمن الذي نصح أباه في لطف وأدب، وكان يردد (يا أبت.. يا أبت).
6- تجنبي ما يغضب الوالدة واعلمي أن عصيانها لله لا يبيح لك عنادها ومعاداتها، وتذكري أن الله يرزقها ويعافيها رغم تركها للصلاة.
نسأل الله أن يوفقك لبرها وأن يعجل بهدايتها، وبالله التوفيق والسداد.