ضرورة الخشوع في الصلاة واستشعار المؤمن بها
2008-01-16 11:15:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- أنا لا أشعر بأنني أريد أن أصلي إلا عندما أريد أن يتحقق لي أمر، ولهذا السبب أبتعد عن الصلاة بحكم أني أشرك في العبادة مصلحتي الشخصية.
2- ولذلك أعتقد بأنني يمكنني بداية أن أتم الصلاة بجميع شروطها لكن بدون خشوع، وأن لا أستمع للشيطان (كما نرى في الفرع رقم 1) لعل الله أن يهديني إلى الصلاة التامة.
3- ما العلاقة بين تقوى الله وبين توفيقه لمن يتقيه؟
أفيدوني في هذه الـ 3 النقاط، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المسلم يفزع إلى ربه عند الملمات ويهرع إلى الصلاة عندما يحصل الاضطراب، وهكذا كان يفعل الصحابة والصحابيات ويتأولون قول رب الأرض والسماوات: ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ))[البقرة:45].
وكان رسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أرحنا بها يا بلال) وقد جعلت قرة عينه في الصلاة، مع ضرورة أن يحافظ الإنسان على صلواته وطاعته في كل الأوقات، فتعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وقد نعى القرآن على الذين يعبدون الله على حرف فقال سبحانه: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ))[الحج:11].
وأرجو أن تنتبه؛ فإن الشيطان هو الذي يريد أن يبعدك بهذه المكيدة عن الخيرات، واعلم أن الله رحيم يقبل من يتوب إليه ويرجع إليه وإن تكرر منه الخطأ؛ بل إنه سبحانه كان ينجي المشركين إذا هرعوا إليه عند تعرضهم للأخطار في البحار رغم أنهم كانوا يشركون به إذا خرجوا من النكبات، فسبحان من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، قال العلماء: لم يقل: يجيب المؤمن وحده، وإنما قال: (المضطر)، وتلك رحمة الرحيم سبحانه الذي يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولكنه سبحانه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه، فالدنيا سجن المؤمن وهي جنة الكافر رغم ما يصيب الكفار أيضاً من نكبات لكنها لا تساوي شيء إلى جوار ما ينتظرهم من عذاب وغضب.
وقد أسعدني عدم استجابتك للشيطان، فإنه عدو لنا بني الإنسان، وهمه أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم إلا بشيء قدره الملك الديان، وقد أحسنت بإتمامك للصلاة بشروطها، وسوف يتحقق لك الخشوع بتوفيق الله ثم باستمرارك في الصلاة وبحرصك على اللجوء إلى الله، قال بعض السلف: كابدت الصلاة عشرين سنة ثم تلذذت بها عشرين سنة، وسوف يتحقق لك ما أردت بحول الله وقوته ومنَّه وفضله.
أما بالنسبة للعلاقة بين تقوى الله والتوفيق فإنها علاقة وثيقة جداً، والله سبحانه يتولى أهل النفوس، وهم في معية الله، قال تعالى سبحانه: ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا))[النحل:128]، ووعدهم بتيسير الأمور فقال سبحانه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].
وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة أن تحرص على طاعة الله في كل وقت وحين، فإن عبادة الله لا تعرف المواسم والمؤمن ينبغي أن يعبد الله حتى يأتيه اليقين.
وبالله التوفيق والسداد.