الدراسة والتفوق وقصد رضوان الله بذلك أول خطوة نحو النجاح في الحياة
2008-01-16 11:06:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعيش في روتين ممل، حياتي مقتصرة على الأكل والشرب والدراسة وشيء يسير من عبادتي لله.
أريد أن أكون مميزاً وناجحاً لدرجة تشعرني بقيمة نفسي والحياة، كيف أكون عضواً فاعلاً في مجتمعي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن استشارتك هذه تدل على أنك بدأت تخطو في الطريق الصحيح، فإن الرغبة في عمل شيء ركن من أركان النجاح، واجتهادك في عبادة الله هو أكبر مطلوب، وأكبر الكرامة دوام الاستقامة.
ولا يخفى عليك أن النجاح في الدراسة والتفوق فيها مفتاح لنفع النفس والناس إذا قصد الإنسان بذلك رضوان رب الناس، ولكل مجتهد نصيب وقد أحسن من قال:
وما نيل المطالب بالتمني **** ولكن ألق دلوك في الدلاء
والمسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، ثم اجتهد في بر والديك واحترام المعلمين، فإنك بذلك تكون من المتميزين، واعلم أن مقدار كل إنسان هو ما يحسنه، وقد نسب إلى علىّ رضي الله عنه:
ومقدار كل امرئ ما قد كان يحسنه *** والجاهلون لأهل العلم أعداء
فقم بعلم ولا تبغي به بدلاً *** الناس موتى وأهل العلم أحياء
وقد أسعدتني هذه الاستشارة أنها جاءت من شاب في سن العطاء والنشاط، وهي سنوات العمل والإنتاج كما قالت حفصة بنت سرين: (يا معشر الشباب عليكم بالعمل فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب)
وأرجو أن يعلم جميع طلاب الجامعات أن الجامعات لا تعطي العلم، ولكنها تعطي مفاتيح العلوم، وفرق كبير بين من يستخدم المفتاح وبين من يتركه يتآكل بالصدأ، ومن هنا يتضح لنا السبب في وجود تلك الفروق الهائلة بين الخريج والخريج الآخر، رغم أن المشرب واحد والكتاب واحد والشهادة متشابهة.
فكن أنت يا بني متميزاً بطاعتك لله ثم باجتهادك في دراستك، وقبل ذلك بأخلاقك وحبك للخير، وتذكر أن الإنسان لا يستطيع أن يسع الناس بأمواله لكن من السهل عليه أن يسعهم ببسطة وجهه وحسن خلقه، وعليك بالتواضع فهو من خصال المتقي وهو سبب للرفعة والخير، وقد أحسن من قال:
إن التواضع من خصال المتقي **** وبه التقي إلى المعالي يرتقي
ألا بالصبر تبلغ ما تريد **** وبالتقوى يلين لك الحديد
وأسأل الله لك التوفيق والسداد.