ما مدى فعالية عقار (سيبرالكس) لمن هم دون 18 عاماً؟

2008-03-12 10:28:10 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

بعد وفاة ولدي 16 سنة غرقاً في حمام السباحة في صيف 2006، أصبح ولدي الصغير وعمره 9 سنوات يخاف الذهاب إلى المدرسة، وقد ذهبت به إلى كثير من الاختصاصيين النفسيين والاستشاريين، وشخّصوا حالته بأن به قلق الانفصال، وما زال يرفض الذهاب، وقد مرت سنة ونصف وهو جالس في البيت، وأخيراً نصحوني بإعطائه دواء نفسياً، وذهبت إلى الطبيب النفسي، ووصف لي علاج سيبرالكس، وعمره 11 سنة، مع أن الوصفة مكتوب عليها لا يجب إعطاؤه لمن هم أقل من 18 سنة، فما هو رأي الدكتور المختص بالعلاج، وبحالة ولدي؟

أرجو الرد بسرعة مع جزيل الشكر.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى الرحمة لابنك وأن يتقبله مع الشهداء.

لا أشك أن هذا الابن الذي أصر على عدم الذهاب إلى المدرسة لديه ما يعرف بقلق الانفصال أو ما يعرف بقلق الفراق، ولا شك أن ما حدث يعتبر من الأحداث الكبيرة -أعني بذلك وفاة أخيه- وأعتقد أنه ربما تكون العاطفة قد ساعدت هذا الابن على التكاسل من الذهاب إلى المدرسة، وهذا يحدث -أختي الكريمة- والضروري الآن هو أن يذهب هذا الابن إلى المدرسة، ولابد أن يكون هنالك التشجيع من جانبكم، وأقترح أن يذهب إلى المدرسة في صحبة والده أو في صحبتك في الأيام الأولى، وهذا مع الاتفاق مع المدرِّسة، ويكون هنالك إصرار أن يبقى في المدرسة مهما احتجّ ومهما صرخ، وأرجو أن تكون هنالك نوع من المقومات من طرفكم وإصرار من المعلمين بأن يبقى في المدرسة، هذا من أهم وسائل العلاج.

الشيء الآخر: من الضروري لهذا الابن أن تكون له بعض الاستقلالية داخل المنزل، وأرجو أن لا يكون كثير الالتصاق بك أو بوالده، وأرجو أن ينهى عما هو خطأ، وأرجو أن لا تلبي كل طلباته، خاصة في وقت النهار التي من المفترض أن يكون فيها بالمدرسة، ويجب أن يوقظ من النوم مبكراً، ويجب أن لا يترك أن يقوم بالأمور كما يشاء، وكما يريد، حتى يعرف أن المدرسة هي الأفضل، وفي ذات الوقت تبنى شخصيته بأن يحفز وأن يشجع وأن يعطى بعض المسؤوليات داخل المنزل، وأن تترك له الفرص في أن يختلط وأن يلتقي بأقرانه، ويا حبذا لو كان هنالك بعض الأطفال في عمره من الأهل من الذين يذهبون إلى المدرسة بانتظام، ومن أصحاب الأداء الأكاديمي الجيد، ويا حبذا لو أتيحت له الفرصة للاختلاط بهم حتى يتخذ منهم قدوة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالعلاج الدوائي قد يفيد، ولكن الإصرار على أن يذهب إلى المدرسة هو أفضل أنواع العلاج، والأدوية التي تعالج مثل هذه المخاوف لدى الأطفال هي كثيرة، أول دواء استعمل بنجاح هو العقار الذي يعرف باسم تفرانيل، ولا زال هذا العلاج يعتبر من الأدوية الجيدة جداً، وجرعة التفرانيل هو 10 ملم ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى 25 ملم وهذه تعتبر جرعة كافية لمعظم الأطفال في مثل هذا العمر، وفي بعض الحالات يحتاج الطبيب أن يرفع الجرعة إلى 50 ملم بعد ذلك أتت الأدوية الأخرى والتي تم اكتشافها بعد اكتشاف التفرانيل، ومنها السبراليكس، والسبراليكس لا مانع من استعماله، ولكن أنا شخصياً لا أميل إلى استعماله لقبل سن 16 عاماً لدى الأطفال؛ لذا ربما يكون من الأفضل أن يتم تجنبه.

والأدوية التي تمت تجربتها في الأطفال هو الفافرين فهو دواء فعال، والجرعة المطلوبة لمثل هذا الابن هي 50 ملم ليلاً، وقد ترفع الجرعة بعد مرور شهرين إلى 100 ملم، ولكن لابد أن يكون ذلك باستشارة الطبيب، وهناك من رأى أن البروزاك ربما يكون علاجاً جيداً، والجرعة هي 10 ملم هذه الجرعة غير متوفرة في جميع الدول وجرعة 10 ملم يمكن أن يستمر عليها لمدة شهرين، ثم ترفع إلى 20 ملم.

خلاصة الأمر لا أقول أن السبراليكس لا يمكن استعماله، ولكن قطعاً ربما لا أميل للنصح به، مع احترامي الشديد لرأي الطبيب الذي وصفه له.

أسأل الله له الشفاء والعافية، وأن يبدأ في دراسته، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net