أهمية التوبة بعد التوبة
2008-03-18 08:05:22 | إسلام ويب
السؤال:
فشل التّوبة لا تعني توبة! فهل من بعدها توبة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdul حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن التوبة بعد التوبة تغيظ الشيطان، وترضي الرحيم ويقول ربنا المنان: (( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ))[طه:82] وهل سمى العظيم نفسه تواباً إلا ليتوب علينا، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وقد قيل للحسن البصري رحمه الله: ( نذنب ثم نتوب ثم نذنب ثم نتوب إلى متى؟ فقال رحمه الله: حتى يكون الشيطان هو المخذول، وفي الحديث: (علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، أشهدكم أني قد غفرت له) أو كما صح في الحديث القدسي.
ولا شك أن عدونا الشيطان يأتي لمن رجع للذنب بعد أن تاب منه حتى يملأ نفسه باليأس والقنوط، فيوقعه بذلك في كبيرة من كبائر الذنوب، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، والمؤمن العاقل يحرص على الإخلاص في توبته، ويجتهد في تفادي العودة إلى الذنب.
ومما يعينه على ذلك تغيير البيئة والرفقة، كما جاء في الحديث: ( ولكنك بأرض سوء فانطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أقواماً يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم ) وهذا في حق من قتل مائة نفس فيا لها من رحمة واسعة من الرحيم سبحانه.
ولا شك أن بيئة المعصية تذكرنا بأشجارها وذكرياتها ومواقعها، كما أن رفقة السوء تعدي وتؤذي، ومما يعين على الثبات ما يلي:
1- اللجوء إلى الله.
2- الإكثار من الحسنات الماحية.
3- التخلص من كل آثار المعاصي.
4- طلب العلم الشرعي.
5- الخوف من سوء الخاتمة.
6- قوة العزيمة والإرادة.
7- استحضار عظمة من يعصيه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك مع إخوانك، ونسأل الله لك السداد والثبات حتى الممات.
وبالله السداد والتوفيق.