كيف أعيش حياة الإيمان وأقرب من ربي الرحمن؟
2008-04-22 08:48:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا امرأة عمري 41 مصابة بداء السكري، ملتزمة والحمد لله وأعيش في هذه الدنيا، وأنا أجاهد لأرضي الله بالعبادة والالتزام بأوامره، والابتعاد عن المعاصي والذنوب، ومهما حاول الإنسان فلابد من الوقوع في الخطأ، بحيث أني أعترف بأني أقع كثيراً في الذنوب، وأندم وأبكي كثيراً، كل الناس لا أرى منهم إلا الأذى، وخاصة أهلي ووالدي.
أصبحت أكره هذا العالم الذي لم يعد فيه إلا الحقد والفساد، اتجهت إلى الجمعية الخيرية لمرضى السكري، وأصبحت نشطة فيها، إلا أنني لا أجد من يساعدني بالمال والأدوات الطبية للمرضى لمساعدتهم، راسلت الكثير من الجمعيات والمؤسسات لكن لا حياة لمن تنادي، أحياناً أتمنى الموت ثم أعود وأستغفر الله، ولكن تتكرر نفس الحالة معي؛ مما جعلني أشعر دائماً بالإحباط واليأس، علماً أنني عانس، ولا أملك شهادة علمية أستطيع بها مواجهة الحياة بعد وفاة الوالدين، رغم أن صحتي هي الأسوأ.
أرجوكم ساعدوني في التخلص من هذا الإحساس والشعور القاتل، وأخاف أن يتمكن مني الشيطان، ويفسد حياتي، هناك رؤيا رأيتها قبل 22 سنة هي التي تجعلني أحياناً سعيدة حين أتذكرها، وهي أني رأيت نفسي أقف عند باب الرسول صلى الله عليه وسلم وفتحت لي السيدة عائشة الباب وأدخلتني إليه ورحب بقدومي، وقال لي هل أنت "خيرة طيبي" مع أن اسمي هو مسعودة فما تفسير ذلك؟
أرجوكم لا تتأخروا في الرد، أعتذر عن أي خطأ في الكتابة؛ لأني ضعيفة في اللغة العربية ولم أكمل تعليمي.
والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسعودة مكي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن هنا بالموقع جميعاً إخوانك، وفي انتظار أي رسالة منك لنقدم لك ما يمكن تقديمه، فخدمتك شرف لنا، نسأله جل وعلا أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يشفيك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الحياة كلما خلت من عبير الإيمان كلما أصحبت صحراء جرداء موحشة ومؤلمة، وكثير من الناس نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة قد يحدث منهم بعض التقصير في القيام بواجباتهم الشرعية؛ مما يترتب عليه جفاف ينابيع الرحمة والشفقة والعطف والحنان، ورغم ذلك فإن وجود أمثالك وحرصك على مساعدة الآخرين يعتبر علامة خير، وأنك الآن رغم ما تعانيه ما زلت بخير؛ لذا نصيحتي لك أولاً أن تواصلي عطاءك، وألا تبخلي بوقتك أو جهدك في المساعدة، ولو بأقل الإمكانات حتى لو بالدعاء لهؤلاء المرضى إذا لم تملكي غيره، ولا تشغلي بالك بحياتك بعد والديك؛ لأن الذي رباك وأنت في رحم أمك لا عمل لك ولا شهادة قادر على أن يشملك بعنايته ورعايته في أي وقت، فأحسني الظن بالله، واجتهدي في إحسان العمل، واعلمي أن الله لا يضيّع أهله، ولا يتخلى عنهم، فهو جل شأنه يرزق الكافر الذي يعبد غيره، فما بالك بأهل لا إله إلا الله.
والرؤيا التي رأيتها رؤيا طيبة جداً، وتبشر بخير كثير سوف يأتيك في الدنيا والآخرة، أهم شيء مواصلة الطاعة والعبادة، وعدم التخاذل أو الضعف أمام الضغوط التي يمارسها شياطين الأنس والجن، وأكثري من الدعاء لنفسك بخيري الدنيا والآخرة واعلمي أنه لا يضيع أهله.
والله الموفق.