طريق العودة إلى الله.. والتخلص من الذنوب

2008-04-18 18:08:54 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

أريد التوبة عن المعاصي، فماذا أفعل؟ أنا لم أقدر على التوبة..أرجوكم ساعدوني.

أنا كنت منتظما، كنت مثالاً للطالب المسلم المواظب، ولكن ابتعدت عن الصلاة وقراءة القرآن، وعن ذكر الله، وعن الصحبة الصالحة، فماذا أفعل؟ أرجوكم ساعودني!

مسلم محتاج للمساعدة.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن المسلم الصادق الواعي ينزعج جداً من الذنوب والمعاصي لأنها السبب الرئيسي في الشقاء ونزول البلاء ومحق البركة من الأعمار والأرزاق، وحرمان رضوان الله والجنة، ولقد عد الإمام ابن القيم آثار الذنوب والمعاصي فزادت على المئة أثر - والعياذ بالله - فما من إنسان عاقل إلا ويجب عليه أن يفكر ألف مرة ومرة قبل أن يقدم على ذنب صغير كان أو كبير، ولكي تتحقق لك التوبة من هذه الذنوب وتحظى برضا الله لابد من الآتي:

1- أن تبحث عن الأسباب التي أدت بك إلى الوقوع في المعاصي وتحددها بدقة.

2-أن تحدد المعاصي التي وقعت فيها وهل هي من الكبائر أم الصغائر؟

3-أن تضع خطة محكمة للقضاء على أسباب الضعف والعودة إلى المعاصي، فإن كان السبب هم الأصدقاء فلابد من تركهم فوراً والبحث عن غيرهم ولو بالتدرج إذا لم تستطع.

3- إن كان السبب المكان أو الشارع أو السكن أو غيره فلابد من تركه والبحث عن بديل مناسب قدر استطاعتك، وإن كان السبب النت مثلاً فلابد من تحجيمه ووضع ضوابط شديدة لاستعماله كأن تخرجه من غرفتك مثلاً، أو لا تفتحه وحدك ليلاً، أو أن تحدد الموضوع الذي تريد مشاهدته مسبقاً قبل الدخول ولا تظل تنتقل من موقع إلى موقع لأن هذا أول بداية الانزلاق، وإن كان السبب بعض المراجع أو الكتب التي تقرأها فتوقف عنها وابحث عن بديل مناسب وأفضل منها، المهم - ولدي حسين - لابد أولاً من تحديد الأسباب والاجتهاد في القضاء عليها، وهذا ممكن بإذن الله.

4-البحث عن صحبة صالحة أو العودة إليهم لتقضي معهم معظم أوقات فراغك، وحاول ألا تتركهم مهما كانت الأسباب لأنهم أهم عونٍ لك على الطاعة والاستقامة.

5-وضع خطة مبسطة لحفظ القرآن الكريم ولو بمقدار آية أو آيتين يومياً.

6-المحافظة على الصلاة في الجماعة ووضع منبه يذكرك بالأوقات خاصة الفجر.

7-الاطلاع على بعض كتب الرقائق التي تلين قلبك وتزيدك خشية وحياء من الله مثل كتاب البحر الرائق لأحمد فريد أو مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة أو غيرهما من كتب المشايخ المعاصرين.

8- خصص لك يوماً في الأسبوع تزور فيه المرضى، خاصة الحالات الصعبة.

9- قم بين الحين والآخر بزيارة المقابر وانظر في حال أهلها، وتذكر أنك ستكون معهم في يوم ما من الأيام، فاستعد لهذا اليوم.

10- أكثر من التوبة والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولو مئات المرات.

11- اجتهد في الدعاء والإلحاح على الله أن يغفر الله ذنبك وأن يتوب عليك وأن يحفظك من الوقوع في المعاصي بقية عمرك.

12- أطلب من والديك أو خالاتك أو عماتك أو بعض الصالحين الدعاء لك بالهداية والتوفيق والسداد.

13- اعقد العزم على عدم الرجوع لأي معصية مهما كانت المغريات وتذكر نار الله الموقدة التي تطلع على العصاة فتحرق الباطن والظاهر معا.

14- اهتم بدروسك ومذاكرتك، واجعل التفوق هدفاً رئيسياً لك، ولا ترضى به بديلاً، وابذل من الأسباب ما يعينك على ذلك.

15- اجعل المذاكرة عادة يومية كالأكل والشرب.

16- اجتهد في حضور المحاضرات والندوات الشرعية وسماع الأشرطة الإسلامية، وأنا واثق من أنك ستوفق في توبتك ويتحسن حالك وتستقيم علاقتك مع الله ومن يدري فربما تكون من كبار أولياء الله الصالحين، وما ذلك على الله بعزيز.

والله الموفق.

www.islamweb.net