اختناق سببه تشنج في عضلات المريء، ما علاجه؟
2008-06-04 11:00:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل سنتين ونصف أصابني تشنج في عضلات المريء، وهذا التشنج يجعلني في حالة اختناق وكأن أحد الأشخاص أمسك حنجرتي وضغط عليها، رغم أنني لم أعان من أي مرض نفسي، ذهبت إلى طبيب استشاري في الحنجرة وعملت منظاراً وأشعة (X-try)، وأجريت فحوصات للدم وكانت النتيجة أنني سليم، فقال لي الدكتور: إن مرضي نفسي، وحولني إلى دكتور الأمراض النفسية والعصبية، فقال لي: إن مرضك علاجه عندي، وقام بإعطائي مجموعة من الأدوية النفسية أستخدمها مع بعض، مثل (Cipralex)، (dogmatil) (xanax) (motival).
قمت باستخدام هذه الأدوية لمدة تسعة أشهر، وراجعت الطبيب وقلت له: إنني لم أستفد من العلاج، فقام بتغيير السبراليكس إلى البروزاك، لكن بعد أول أسبوع من استخدامه أصابتني أعراض غريبة مثل ثقل في الصدر وتفكير بالانتحار ورعشة، فقمت بمراجعة الدكتور، فقال لي: إن البروزاك لا يتناسب معي، وقام بتغييره إلى سيروكسات، فأصابتني نفس أعراض البروزاك، فقام بإرجاع السبراليكس وقمت باستخدامه، مرت سنتان في استخدام الأدوية السابقة ولكن دون فائدة، فقمت بتوقيف الأدوية، والآن لي أكثر من خمسة أشهر دون أدوية، لكني الآن أعاني من أعراض غريبة لم أكن أعاني منها قبل استخدام الأدوية النفسية.
والأعراض هي صداع شديد ورعشة في الأعصاب وارتفاع نبضات القلب ودوخة وتفكير في الموت وإحباط شديد وعدم التفكير في المستقبل، وهذه الأعراض لم أعان منها قبل ذلك، فهل الأدوية النفسية هي السبب في هذه الأعراض؟ وإذا كانت هذه الأعراض من استخدام الأدوية فما هو الوقت الذي تذهب فيه هذه الأعراض كي تخرج من الجسم؟ وهل التشنج في المريء سببه نفسي؟!
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التشنج في عضلات المريء يرتبط أحياناً بالقلق النفسي، وهناك من تأتيه هذه الأعراض في شكل الشعور بغصة أو الشعور كأن هناك كرة موجودة في المريء، وقد فسَّره العلماء بأنه نوع من الانقباض الذي يحدث في عضلات المريء، وقد يكون ذلك ناتجاً عن نوع من القلق، وهذا يسمى بالقلق المقنع، بمعنى أن الإنسان لا يشعر بالأعراض النفسية للقلق ولكنه قد يشعر بالأعراض الجسدية.
وطالما أن كل الفحوصات سليمة فهذا مؤشر جيد، وأما الأدوية التي وصفت لك فهي أدوية تعطى لعلاج الاكتئاب والتوتر والأعراض الجسدية المصاحبة للقلق، وهي من الأدوية السليمة بصفة عامة.
وبالنسبة للأعراض التي أصابتك من صداع شديد ورعشة في الأعصاب وارتفاع في نبضات القلب ودوخة، فلا أعتقد أن هذه الأعراض ناتجة من استعمال الأدوية، وإن كان البروزاك ربما يسبب صداعاً أو رعشة في الأعصاب، ولكنه لا يسبب الدوخة أو ارتفاع في نبضات القلب أو الإحباط الشديد، فهو علاج مضاد للاكتئاب بصورة فعالة.
وأما بالنسبة للأفكار الانتحارية والتفكير في الموت فقد ذُكر أن البروزاك ربما يسبب ذلك، ولكن هذا الأمر لم يؤكد، وهناك دراسات تنفي ذلك تماماً، وعموماً فإن هذه الأعراض التي أصابتك هي ناتجة من القلق النفسي ولانشغالك وتفكيرك في ظاهرة التشنج الذي يحدث لك في عضلات المريء، فيستبعد تماماً أن تكون هناك صلة ما بين هذه الأعراض وما بين الأدوية النفسية التي استعملتها، وأعتقد أن المصادفة الزمنية فقط هي التي ربطت بين هذه الأعراض واستعمال هذه الأدوية.
وحتى لو افترضنا أن بعض هذه الأعراض ربما يكون سببها الأدوية فهذا يختفي تماماً بعد التوقف عن الدواء، فالتوقف عن الدواء لمدة ثلاثة أيام فقط يُنهي تماماً الأثر لمعظم هذه الأدوية التي ذكرتها، فهذه الأدوية قد خرجت تماماً من جسمك إن شاء الله، وعليك أن لا تنشغل مطلقاً بتأثيرها.
وأرجو أيضاً أن لا تتخذ موقفاً سلبياً من الأدوية، فالأدوية إن شاء الله مفيدة وهي من نعم الله علينا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله)، وقال: (تداووا عباد الله)، والمطلوب هو فقط أن يستعملها الإنسان بجرعة صحيحة وأن يصبر عليها، كما أنني لست مؤيداً لاستعمال الأدوية بكثرة أو لا داعي أن يستعمل الإنسان عدة أدوية لمرض أو عرض في نفس الوقت، فأرى الآن أن عقاراً واحداً مثل (زولفت / لسترال) سيكون مفيداً جدّاً بالنسبة لك، وجرعة الزولفت هي خمسين مليجراماً حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر.
فيمكنك أن تحاول هذا الدواء، وهي حبة واحدة في اليوم وليس أكثر من ذلك، وأرجو أن لا تتخذ موقفاً سلبياً من الأدوية، فالأدوية تفيد الإنسان إذا كان هناك توافق ما بين الدواء وما بين التركيبة الجينية للإنسان، فهذا الآن اتضح، ونسأل الله تعالى أن يسهل للعلماء اكتشاف الخارطة الجينية بصورة كاملة حتى يتم تحديد الدواء الذي يناسب الإنسان.
وأما عن احتمال أن يكون التشنج في المريء سببه نفسياً لأن الدكتور شخص الحالة بأنها عبارة عن قلق فقد ذكرت لك أن الشعور بالانقباض أو الغصة في المريء كثيراً ما يكون ناتجاً من القلق النفسي لكن من المفترض أيضاً أن يستبعد الإنسان الأسباب الأخرى، وقد قمت بإجراء الفحوصات وهذا جيد وإن شاء الله مطمئن لنا جميعاً، وربما يكون من قبيل الاحتياط أن تقابل طبيب الجهاز الهضمي وليس طبيب الأنف والأذن والحنجرة؛ لأن المريء يأتي تحت تخصص الجهاز الهضمي، وأنا على ثقة كاملة أنه إن شاء الله لا توجد أي أسباب عضوية ولكن لمزيد من الاطمئنان يمكنك أن تقابل طبيب الجهاز الهضمي.
ولقد وجد أيضاً أن ممارسة تمارين الاسترخاء – أي نوع من التمارين – يساعد إن شاء الله في اختفاء هذه الأعراض، ومن أنواع تمارين الاسترخاء البسيطة هو تمارين التنفس المتدرج، فيمكنك أن تستلقي في مكان هادئ وتغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً وتفكر في شيء جميل ثم بعد ذلك قم بأخذ نفس عميق وبطيء وبقوة وملء صدرك بالهواء وأمسكه قليلاً في صدرك ثم بعد ذلك أخرج الهواء بقوة وبطء عن طريق الفم، وكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم.
كما أن ممارسة الرياضة تعتبر مفيدة في مثل هذه الحالات، وعليك أن لا تشغل نفسك بهذا التفكير في المرض، وكن متواصلاً ونشطاً من الناحية الاجتماعية وركز على عملك، ولا شك أن التقرب إلى الله تعالى والدعاء وعمل الطاعات من أفضل ما يساعد الإنسان من الناحية النفسية ويطمئنه ويزيل القلق.
إذن هذا مجرد قلق بسيط، وعليك أن تتبع الإرشادات التي ذكرتها لك، وأسأل الله تعالى أن يكتب لك الصحة والعافية والشفاء والعفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.